فلسطين أون لاين

تقرير فصائل تدعو لمحاسبة كل من تورَّط بـ"مجزرة فتح" في "البرج الشمالي"

...
صورة أرشيفية
بيروت-غزة/ جمال غيث:

دعت فصائل فلسطينية الدولة اللبنانية إلى محاسبة كل من أمر وخطط ونفذ وشارك في ارتكاب المجزرة النكراء التي ارتكبها عناصر أمن حركة فتح في لبنان، بمخيم "البرج الشمالي"، عادة أن الهدف منها محاولة جر مخيمات اللجوء إلى الخلافات اللبنانية الداخلية، باستخدام بعض الأفراد والمجموعات الموجودة فيها.

وارتقى الأحد الماضي ثلاثة شهداء من المشاركين في تشييع الشهيد حمزة شاهين، وهم من حركة المقاومة الإسلامية حماس، وأصيب أكثر من 12 آخرين بجراح متفاوتة بعضهم بحالة حرجة، بعد إطلاق مسلحين من عناصر أمن حركة فتح النار على المشاركين في التشييع.

وأدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان معتصم حمادة كل أشكال العنف أيا كان مصدرها ضد الشعب الفلسطيني، عادًّا مجزرة البرج الشمالي التي ارتكبها أمن حركة فتح في لبنان محاولةً لجر المخيمات الفلسطينية إلى الخلافات اللبنانية الداخلية.

وشدد حمادة في حديث لصحيفة "فلسطين" على ضرورة تسليم كل من ارتكب وشارك في المجزرة إلى السلطات اللبنانية ليتم التحقيق معهم وكشف الحقائق المتعلقة بها، وإلغاء كل المظاهر المسلحة في المخيمات الفلسطينية، عدا الجهات المعنية بموجب الغطاء السياسي الفلسطيني التي تحفظ أمن المخيمات.

ودعا إلى لملمة الجراح وإخراج تلك المشكلة من التداول السياسي، وانعقاد هيئة العمل الوطني لمناقشة القضية خلف الجدران، ومنع تكرار هذه الأحداث المؤسفة، والكف عن إطلاق التصريحات النارية التي من شأنها تغذية الخلافات، معربا عن استيائه من البيان الذي صدر عقب اجتماع فصائل منظمة التحرير في بيروت، دون استشارة الفصائل.

واعتبر البيان تجاوزًا للعلاقات التشاركية في منظمة التحرير، مردفا "أبلغنا الفصائل بالمنظمة عدم موافقتنا على البيان، وأنه لا يعنينا ولا يعبر عن رأينا لأنه لا يعالج الأمر بل يساهم في تأجيج المشاعر ويلحق الضرر بشعبنا الفلسطيني".

وأضاف "سنقاطع اجتماعات فصائل المنظمة في لبنان، في حال صدر بيان عن المنظمة أو هيئة العمل الوطني دون توافق الفصائل الفلسطينية كافة".

كبش فداء

وشدد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال على ضرورة التصدي لأي محاولة لتخريب المخيمات الفلسطينية، لافتا إلى أن الهدف من ارتكاب مجزرة البرج الشمالي الزج بالمخيمات الفلسطينية في الأزمات اللبنانية، وأنها كشفت النقاب عن محاولات لاستهداف حقوق اللاجئين وقضيتهم.

ونبه عبد العال في حديث لـ"فلسطين" إلى أن شعبنا في كل أماكن تواجده مستهدف، وقد جرت الكثير من محاولات استخدام قضية اللاجئين كـ"كبش فداء"، داعيًا إلى قطع الطريق أمام محاولات تفجير الوضع الداخلي في ظل الأزمات التي تتعرض لها بيروت.

وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية تتابع القضية للوصول إلى الحقيقة ومن يقف خلف المجزرة، داعيًا إياها إلى محاسبة وتوقيف كل من له علاقة بها، لمنع أي تداعيات خطيرة يريدها المتربصون بشعبنا.

تفرد فتح

ودعا القيادي في التيار الإصلاحي الديمقراطي في لبنان إدوارد كتورة الفصائل الفلسطينية إلى ضبط النفس وتغليب المصلحة الوطنية وتوفير الأمن والأمان للاجئين في مخيمات اللجوء، ومحاسبة مرتكبي مجزرة البرج الشمالي.

وقال كتورة في حديث لـ"فلسطين": إن الفصائل الفلسطينية في لبنان نجحت في تطويق الأزمة بعد سلسلة من الضغوطات على كل المستويات الفلسطينية واللبنانية، معربًا عن خشيته من تطور الأحداث مستقبلًا.

وأشار إلى أن الانقسام الفلسطيني ألقى بظلاله السلبية على قضية اللاجئين، لافتًا إلى أن حركة فتح تحاول طرح نفسها على أنها البديل عن منظمة التحرير وتحاول التفرد في القرار.

وحث الكل الفلسطيني على التوحد في وجه المؤامرات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، وحماية المخيمات وتحسين واقع اللاجئين، ومحاسبة الخارجين عن الصف الوطني.