فلسطين أون لاين

تقرير صالح الشعراوي يمتهن تربية الأرانب العملاقة في الخليل

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

جلس أرنب كبير الحجم على كتف صالح الشعراوي الذي أمسك جزرة وأطعمه، ثم سقاه ماء، وبجانبه نحو 30 أرنبًا أخرى بأحجام متفاوتة، يربيها في الطابق الأرضي لبيته الذي تبلغ مساحته 70 مترًا مربعًا، ويقع في قرية أمريش بالخليل.

واتجه الشعراوي منذ ثلاث سنوات إلى تربية الأرانب الكبيرة الحجم الغريبة على البيئة الفلسطينية، وتعيش عادة في البلاد الباردة، في البداية حجمها الكبير جذبه إليها، وسعرها المرتفع الذي يصل لنحو 5000 شيقل جعله يفكر في تربيتها ليحسن من دخله المادي.

الشعراوي (37 عامًا) يهوى تربية الأرانب، وكان يبحث ويتقصى عن كيفية تربية سلالاتهم، حتى اهتدى إلى سلالة الأرانب الألمانية الضخمة.

يقول الشعراوي لـ"فلسطين": "ثمنها مرتفع جدًّا، وهذا جعلني أقتصد في مصاريف بيتي حتى أستطيع اشتراءها، وبالفعل اشتريت أول زوج منها من صديق لي في مدينة اللد بالداخل المحتل، وكلفاني 2000 شيقل".

ويضيف: "أصبحت أمتلك حاليًّا نحو 30 أرنبًا في سن 6 أشهر فما فوق، و30 أخرى في سن صغيرة (40 يومًا)، من فصيلة الفلمش البلجيكي، والجرمن جاين الألماني، وبيبون".

ويذكر الشعراوي أن زوج الأرانب العملاقة في سن 40 يومًا يبيعهما بـ2000 شيقل، والتي تبلغ 6 أشهر يباع الزوج منها بـ2000 إلى 3000 شيقل.

ويبين أن الأرانب العملاقة بعدما تبلغ ثلاثة أشهر تزيد كليوجرامًا واحدًا شهريًّا، إذ يصل وزنها عند بلوغها العام نحو 8 -9 كيلوجرامات، ويعيش الأرنب العملاق حتى ست سنوات، وطوله يصل إلى 80 سم.

ويوضح الشعراوي أن أنثى الأرانب تضع من 10 إلى 11 خرنقًا في المرة الواحدة، وخصوبتها عادة تكون مرتفعة في فصل الشتاء، وسن ستة أشهر هي أفضل سن للتزاوج، وبعدما تبلغ العام لا يمكنها التزاوج بسبب تزايد وزنها وثقلها.

ويصف تربيته الأرانب العملاقة بالمجازفة الكبيرة، قائلًا: "بعضٌ نعتني بالمجنون لأنني أدفع مبلغًا كبيرًا لاشتراء أرنب".

ويتميز الأرنب الضخم بأنه هادئ وأليف، يصير شيء من الألفة بينه وبين صاحبه، ومنظره جميل، وبعضٌ يقتنيه بغرض الزينة والاستمتاع بمنظره.

واستطاع الشعراوي خلال السنوات الثلاث الوصول إلى كل مناطق الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل حتى الجولان، والجليل الأعلى، حيث لاقت أرانبه الضخمة رواجًا كبيرًا.

ونبه إلى أن هناك طلبات كثيرة تأتيه من قطاع غزة لتوريدها، ولكن محاولات إدخالها باءت بالفشل بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي إدخالها عبر المعابر.


 

266715085_3016623705256894_2386632864125104065_n.jpg

والأرنب العملاق ليس كما الأرنب البري، والبلدي، فهو لا يتحمل الحر، ويعيش في درجات حرارة منخفضة صيفًا يجب ألا تزيد على 20 درجة مئوية، وفي الشتاء يتحمل درجات الحرارة المتدنية.

ويبين أنه لكي يحافظ على حياة الأرانب ويضمن استمرار التفريخ خصص لهم مكيفًا، يستعمله صيفًا ليحافظ على درجات حرارة متدنية.

وتحتاج الأرانب العملاقة إلى عناية فائقة من حيث الأكل، والفيتامينات، إذ يطعمها الشعراوي "الأعلاف" الخاصة بها، والبقدونس، والجزر، والشعير المستنبت، ويسقيها خل التفاح لإزالة التلبكات المعوية التي تصيبها، علاوة على الفيتامينات والأملاح المعدنية.

واستطاع الشعراوي تحسين دخله المادي، إذ يعمل عامل بناء في الداخل المحتل، ولكنه لا يبيع بأسعار مرتفعة كما غيره، فهو يراعي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.

ويشير إلى أن ذوي الدخل المرتفع هم من يقبلون على اشتراء الأرانب العملاقة؛ فهي مرتفعة الثمن، بغرض الزينة والتمتع بشكلها الجميل والغريب في الوقت ذاته.

ويأمل الشعراوي توسعة مشروعه، فيحلم بإنشاء مزرعة أرانب عملاقة على مستوى فلسطين، وتصدر هذه السلالات الممتازة إلى كل أنحاء الوطن والخارج أيضًا.