فلسطين أون لاين

طالت غزة والضفة ولبنان

تقرير فوضى المخيمات.. مسلسل اعتادته السلطة منذ نشأتها

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

اعتادت السلطة وأجهزتها الأمنية بث سياسة الفوضى والفلتان الأمني في مختلف أراضيها وحتى داخل مخيمات اللاجئين في الدولة اللبنانية، منذ نشأتها قبل أكثر من ربع قرن.

طيلة تلك السنوات نفذت أجهزة أمن السلطة مجازر عدّة، مستخدمةً الأسلحة النارية والقنابل اليدوية بمختلف أنواعها، ما أودى بحياة مواطنين أبرياء وإصابة آخرين في غزة والضفة، بغية إحداث الفوضى وتفكيك النسيج الاجتماعي.

في قطاع غزة، ارتكبت أجهزة أمن السلطة في الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 1994، مجزرة "مسجد فلسطين" والتي تمثلت بإطلاق نار تجاه متظاهرين فلسطينيين قرب المسجد وسط مدينة غزة، أدت لمقتل 12 متظاهراً وجرح أكثر من 200 آخرين.

وجاءت المجزرة حينما دعت حركة حماس آنذاك إلى الخروج بمسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة من مسجد فلسطين، تأييداً لحركة الجهاد الإسلامي التي نفذ أحد أعضاؤها في 11 نوفمبر عملية استشهادية انتقاما لاغتيال القيادي هاني عابد، وهو ما لم يرُق للسلطة التي اعتادت محاربة المقاومة.

وتشير تقارير ومعلومات، أن عناصر السلطة نفذوا سلسلة اعتداءات استهدفت حياة مدنيين فلسطينيين؛ ما أدى إلى استشهاد نحو 25 فلسطينياً آنذاك.

فيما اكتوت مخيمات فلسطينية في الضفة الغربية بنيران أجهزة السلطة، وخير شاهد على ذلك مخيم جنين الذي تميّز بصموده الكبير ومقاومته الاحتلال والسلطة، إذ شهد مواجهات دامية بين مسلحين وعناصر من السلطة، راح ضحيتها عشرات المواطنين.

على سبيل المثال، شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين بجنين، في أعقاب مشاركتهم الكبيرة بجنازة القيادي في حركة حماس وصفي قبها، والتي شارك فيها عشرات المقاومين المسلحين.

وفي 19 نوفمبر الماضي، جرى تبادل لإطلاق النار بين عناصر بالأجهزة الأمنية ومسلحين في المخيم، وذلك في أثناء ما أسمتها السلطة "حملة أمنية" للقبض على مطلوبين، كما أجرت قيادة أجهزة السلطة سلسلة تنقلات في قياداتها بجنين وتوزيعهم على مناطق أخرى، بهدف التغيير وتعزيز الحالة الأمنية في المحافظة، على حد قولها.

في حين اعتدت أجهزة أمن السلطة في نابلس شمال الضفة الغربية على موكب تشييع جثمان الشهيد جميل الكيّال (31 عاماً) بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع على المشيعين.

ورغم الطابع السلمي لجنازة "الكيّال" الذي ارتقى برصاص الاحتلال، حيث رفع المشاركون العلم الفلسطيني ورددوا هتافات منددة باعتداءات الاحتلال، إلا أن أجهزة السلطة أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز؛ ما أحدث حالة من الفوضى العارمة في المكان، وفق ما ذكر شهود عيان.

فوضى لبنان

لم تقتصر الفوضى على مخيمات غزة والضفة فحسب، بل طالت مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث شهدت على مدار السنوات الماضية سلسلة من أحداث إطلاق النار والفلتان الأمني، وراح ضحيتها عدد من الفلسطينيين.

وآخر هذه الأحداث، إقدام أحد "عناصر الأمن الوطني" بإطلاق النار صوب مسيرة تشييع الشهيد حمزة شاهين، الذي ارتقى بسبب حريق اندلع في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صور، الجمعة الماضية، وفق شهود عيان.

وأدت هذه الحادثة إلى قتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، بينهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس زاهر جبارين.

يقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في لبنان أركان بدر: إن ما جرى في مخيم البرج الشمالي "سابقة خطِرة" من نوعها يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون، مشيراً إلى أن مرتكب الجريمة يريد "إيقاع الفتنة" بالحالة الفلسطينية.

وبيّن بدر خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أن مرتكب الجريمة أراد استغلال حالة الحرمان والبؤس وتردي الظروف الاقتصادية في المخيمات، لبث الفتنة بين الفلسطينيين، لافتاً إلى أنه يسعى لحرف البوصلة عن العنوان الأبرز لقضية اللاجئين وحق العودة.

وشدد على ضرورة "تفويت الفرصة على العابثين بأمن المخيمات واستقرارها ومحاولة تشويه صورتها، لأن الذي استهدف المشيعين يستهدف الحالة الفلسطينية برمتها".

وبحسب بدر، فإن القوى الأمنية هي المسؤولة عن ضبط الأمن والفوضى في المخيمات الفلسطينية، موضحاً أن المخيمات تعيش حالة من الحرمان، وقد تتأثر بمعطيات مُعينة يستغلها بعض المتربصين للوصول لمبتغاهم في إشاعة الفوضى.

وحذّر من ظاهرة تفشي السلاح بين بعض العناصر الأمنية والمواطنين في المخيمات الفلسطينية بلبنان، لكونها تهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي.

وجدد بدر تأكيد ضرورة رفع الغطاء التنظيمي عن أي مرتكب جريمة يثبت انتماءه لفصيل مُعين، داعياً إلى ضرورة إيجاد الحلول الأمنية والاقتصادية في المخيمات بشكل متوازٍ. 

المصدر / فلسطين أون لاين