لم تسلم المخيمات الفلسطينية من الأزمات التي تعانيها لتزيد عناصر من حركة "فتح" الطين بلة بارتكابهم مجزرة خلال تشييع جنازة الشهيد حمزة شاهين، أول من أمس، في مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان، ليرتقي خلالها ثلاثة شهداء ويصاب أكثر من 12 آخرين بجراح متفاوتة بعضهم بحالة حرجة.
وتنذر تلك المجزرة بتفشي الفلتان الأمني في مخيمات اللجوء بلبنان في حال لم يتم اعتقال ومحاسبة مرتكبيها، إلى جانب تردي أوضاع اللاجئين والقضية الفلسطينية والإلقاء بها في الهاوية في ظل ما تتعرض له من مؤامرات تستهدف تصفيتها.
وأظهرت فيديوهات وثقتها كاميرات المراقبة بالمكان وبعض شبان المخيم ومشيعين، عناصر أمن حركة "فتح" هي تطلق إطلاق النار على المشيعين.
واستنكر الناشط محمود جمعة، جريمة إطلاق النار على جنازة الشهيد شاهين، موضحًا أن الهدف من ارتكاب تلك المجزرة هو استخدام الورقة الفلسطينية في الصراعات الدائرة بلبنان، وتدمير المخيمات الفلسطينية وشطب حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.
وشدد جمعة، وهو منسق مؤسسة بيت أطفال الصمود في المخيمات الفلسطينية، في حديث لصحيفة "فلسطين" على ضرورة محاسبة مرتكبي المجزرة، والحفاظ على شكل المخيمات الفلسطينية وحضورها، ومنع تدحرج الأوضاع وانتقالها إلى مختلف مخيمات اللجوء.
واستغرب من توقيت ارتكاب المجزرة، متسائلًا: "لماذا ارتكبت المجزرة في هذا التوقيت؟!، وما الغرض منها؟!، ومن المستفيد منها؟!"، ليجيب: "هناك محاولات مشبوهة لطمس وتهميش قضية اللاجئين يقف خلفها الاحتلال الإسرائيلي".
وحمّل منظمة التحرير المسؤولية عن المجزرة؛ لأنها المسؤولة عن توفير الأمن بمخيمات اللجوء ببيروت، مشددًا: "في حال لم يتم امتصاص غضب اللاجئين ستشتعل المخيمات".
وحث للترفع عن الجراح وعدم الانزلاق إلى مربع الذي يرغب به الاحتلال لطمس قضية اللاجئين، داعيًا لإدارة الصراع بوعي وحماية اللاجئين، مشددًا على ضرورة بناء استراتيجية مدروسة من أجل الحفاظ على حالة الهدوء الاستقرار للاجئين لحين عودتهم إلى أراضيهم.
ودعا لمحاسبة مرتكبي مجزرة البرج الشمالي لحماية اللاجئين، ومنع تدحرج الأحداث وانزلاقها مخيمات اللجوء، مضيفًا: "المتربصين بالقضية الفلسطينية كثر، فالمطلوب إدارة خططنا ومستقبلنا الفلسطيني بحكمة".
بينما استنكر مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" د.محمود حنفي، عملية إطلاق النار على جنازة الشهيد شاهين، قائلًا: "لأول مرة يتم إطلاق النار على مشيعين".
وقال حنفي لصحيفة "فلسطين": إن "مطلقي النار على المشيعين كانوا يهدفون إلى قتلهم، مرجعًا ذلك لتقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أن الإصابات تركزت في المنطقة العلوية من البطن الأمر الذي يدلل أن الهدف من إطلاق النار هو القتل".
وأضاف: كانت الجنازة بترتيب وتنسيق مع الدولة اللبنانية من جهة ومع السفارة والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن جنازة الشهيد شاهين، أكدت تكاتف وتضامن الكل الفلسطيني، الأمر الذي لم يرُق للبعض ليفسدوه بارتكاب مجزرة أدت لارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة أكثر من 12 جريحًا.
ودعا حنفي، إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق محايدة وجدية محاسبة جميع المتورطين في المجزرة، أمام القضاء اللبناني، مؤكدًا أن المجزرة في حال لم يتم معاقبة مرتكبيها ستخلق حالة من الفوضى والخلافات داخل المخيمات الفلسطينية.
وبيّن أن أجهزة الأمن اللبناني أوقفت عددًا من مرتكبي المجزرة، فيما سيتم استدعاء المزيد من المشتبه بهم، للوصول إلى الجناة ومحاسبتهم لحماية اللاجئين والمخيمات الفلسطينية من الاقتتال.