إن كل من تابع مهرجانَي انطلاقة حركة حماس في منطقتي غرب غزة وشمال القطاع الجمعة الماضي لا بد أن يقف عند عدة قضايا أساسية أهمها: أن الحشد الكبير من المشاركين في ذكرى الانطلاقة ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن حماس أصبحت تمثل خيار معظم أبناء الشعب الفلسطيني، فهذا الحضور من مختلف قطاعات المجتمع الفلسطيني والذي جاء طوعًا ورغبة في تأكيد رسالته إلى الأعداء المتربصين بشعبنا وعلى رأسهم الكيان الصهيوني أن جميع محاولاتهم التي تهدف إلى ثني الفلسطينيين عن خيارهم باءت بالفشل، وصمود شعبنا كان أقوى من جميع المؤامرات.
تمسك حركة حماس بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه كاملة دون تفريط أو مساومة أدى إلى هذا الالتفاف الجماهيري غير المسبوق، ما يؤكد وعي الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه ورفضه مبدأ الابتزاز الذي يمارسه العدو الصهيوني في التعامل مع حقوقنا تارة، والإرهاب والحصار والحرمان تارة أخرى.
خروج حركة حماس قوية متماسكة بعد الحرب البربرية التي شنها العدو الصهيوني على قطاع غزة والتي كان أهم أهدافها المعلنة تقويض المقاومة في غزة، ليؤكد أن هذه الحركة بهذا الاحتضان الجماهيري لا يمكن الحديث عن هزيمتها أو إخراجها من المشهد السياسي الفلسطيني، خاصة أنها فرضت معادلة جديدة هي القدس أولًا.
نتيجة ما سبق يفرض على حركة حماس واقعًا جديدًا من المسؤولية الأدبية عن جميع أبناء الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس وداخل الـ48 وخارج فلسطين بما فيها المخيمات الفلسطينية في دول الجوار، وهذه المسؤولية تقتضي الاحتضان والنصح والتوجيه والإرشاد خاصة مع المنتمين إلى حركات وتيارات فلسطينية أخرى بعيدًا عن الحزبية السياسية الضيقة، فحركة حماس لم تعد خيار أبناء حماس إنما أمل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ولا أبالغ إذا ما قلت إنها أصبحت أمل الشعوب العربية والإسلامية والحرة في هذا العالم الذي يعاني ظلم وقهر قوى الاستعمار والاستبداد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها دولة الكيان الصهيوني وحلفائهما حول العالم.
لذا ومن منطلق المسؤولية على حركة حماس أن تبدأ برنامجها بعد الانطلاقة الرابعة والثلاثين بتجميع الصف الفلسطيني على الثوابت الوطنية، وترسيخ الوحدة الفلسطينية عمليًّا بين جميع التيارات والحركات العاملة على الساحة ليكون شعبنا أقوى وأصلب في مواجهة عدونا ومؤامراته التي تهدف لترسيخ الانقسام وإضعاف خياراتنا، وبهذا نكون اقتربنا من تحقيق أهدافنا، ويكون شعبنا قد انتصر مرتين.