جاءت تحذيرات رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الإسرائيلي، "رونين بار"، من انهيار السلطة في رام الله بسبب أزمتي النقد والسيطرة، لتكشف عن دورها الوظيفي في خدمة الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أن بقاءها مصلحة إسرائيلية، وفق ما يقول مراقبون.
وقال "بار" خلال عرض التقرير الاستخباراتي السنوي أمام المجلس السياسي والأمني المصغّر (الكابينيت)، مؤخرًا، إن على (إسرائيل) "العمل على تقوية السلطة"، بحسب ما نقل عنه موقع "واللا"، الخميس الماضي.
وقال وزير شارك في الجلسة إنّ بار أوضح أن "تقوية السلطة الفلسطينية مهمّة لتعزيز الاستقرار في الضفة الغربية ولإضعاف حماس".
ومن المقرّر أن يلتقي وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس، خلال الأسبوع الجاري، برئيس السلطة، محمود عباس، في ثاني اجتماع من نوعه منذ تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة قبل ستّة أشهر.
وفي آب/ أغسطس الماضي، قال إنه اتفق مع عباس على سلسلة من الإجراءات بهدف تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها السلطة الفلسطينية، وتعزيز التنسيق الأمني بينها وبين الاحتلال.
خدمات مجانية
وقال المختص في الشأن العسكري، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي: إن الاحتلال لن يسمح بانهيار السلطة لأنها تقدم خدمات مجانية له، وتعمل على تذليل العقبات التي تعترض طريقه.
وأوضح الشرقاوي، لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال هو الكاسب الأول والأخير من بقاء السلطة إلى جانب بعض الفاسدين فيها، "فهي متممة للاحتلال، وأداة قهر للشعب الفلسطيني".
وأضاف: "تعتقد السلطة أن الاحتلال هو المنقذ والمخلص لها من الأزمات التي تعيشها، وتصم آذانها عن نداءات ونصائح الشعب الذي دعاها تكرارًا لوقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، وبات شغلها الشاغل البقاء على سدة الحكم".
وأشار إلى أن دور السلطة أصبح مكشوفًا للجميع، وأصبحت مكروهة من شعبها خاصة وهي تواصل تغولها عليهم وتلاحقهم وتعتقلهم وتمنعهم من ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير ومقاومة الاحتلال، مشيرًا إلى أن علاقة الحكومة مع الشعب أوجدت فجوة واسعة وتزداد يومًا بعد يوم.
ورأى أن 97% من أبناء الشعب الفلسطيني بات يكره السلطة بسبب مواقفها وأفعالها المخالفة للإجماع الوطني، لافتًا إلى أن بقاءها واستمرارها مرهونان ببقاء الاحتلال الذي يعطيها التعليمات اليومية من أجل تنفيذ ما يملى عليها، "وفي حال تخلت السلطة عن دورها فستنهار على الفور".
دور مهم
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، أن الاحتلال لن يسمح بانهيار السلطة التي تقوم بدور مهم في خدمته ومواصلة التنسيق الأمني.
وقال عوكل لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسمحون ببقاء السلطة وحصولها على القوة المحدودة لحماية (إسرائيل) وكي لا تؤذيها.
ولفت إلى أن انهيار السلطة سيفتح النار على الاحتلال ومستوطنيه وانطلاق انتفاضة في مختلف مدن الضفة الغربية، فتعمل (إسرائيل) وأطراف دولية من أجل بقاء السلطة.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يعمل الاحتلال على إضعاف السلطة من خلال السطو على أموال المقاصة يطلب في الوقت ذاته، من الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم المالي لها من أجل تقويتها.
وبين أن الاجتماع المرتقب بين وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، ورئيس السلطة محمود عباس، يهدف لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها السلطة وتعزيز التنسيق الأمني بينهم.
وقلصت السلطة الشهر الماضي نسبة صرف رواتب موظفيها إلى 75%، وبحد أدناه 1650 شيقلًا، بذريعة أنها تعاني أزمة مالية خانقة.