نشر صحفي وإعلامي إسرائيلي كتابا بعنوان "سلام ترامب"، قال فيه إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هاجم بنيامين نتنياهو لأنه هنأ خصمه جو بايدن مباشرة بعد فوزه، متهما إياه بالخيانة ونكران الجميل، مستشهدا في ذلك على الخدمات التي قدمها لدولة الاحتلال، ومنها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة دولة الاحتلال على هضبة الجولان. من جانبه أكد نتنياهو أأن تهنئته للرئيس الجديد ما هي إلا اعتراف بدور أمريكا في خدمة إسرائيل ومنها ما فعله الرئيس ترامب.
رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو تصرف ورد على ترامب بحكمة، وبيَّن له أن الخدمات التي قدمها تحسب لحليف "إسرائيل" الدائم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية بغض النظر عن الرئيس الذي يحكمها، أي أن رحيل ترامب لا يعني إزالة السفارة الأمريكية من القدس، ولا يعني بالضرورة سحب الاعتراف الأمريكي بسيادة دولة الاحتلال على هضبة الجولان، ومن هنا لا بد أن تنتبه القيادة الفلسطينية إلى هذه النقطة بالذات، أي لا يجب فتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية الحالية، وكأنه لا علاقة لها بما فعلته الإدارة التي سبقتها من جرائم ضد الشعب الفلسطيني وقضيته.
عندما أبدت الإدارة الأمريكية الحالية شيئا من الاحتجاج على استمرار الاستيطان الإسرائيلي في المناطق المحتلة عام 1967 طالبت القيادة الفلسطينية تلك الإدارة بترجمة أقوالها إلى أفعال، ولكنها لم تعد تطالبها بتغيير موقفها من السفارة الأمريكية في القدس، وأقصى ما تتمناه هو إعادة القنصلية الأمريكية إلى المنطقة الشرقية في القدس، أو ما يسمونه زورًا "القدس الشرقية" لتقديم الخدمات للفلسطينيين، وكنوع من الاعتراف بالسيادة الفلسطينية على جزء من القدس.
إن التعامل مع كل إدارة أمريكية جديدة بمعزل عن سياستها وموقفها من الفلسطينيين وقضيتهم هو تعامل لا علاقة له بالمنطق، وهو أشبه بالمنطق الغبي للرئيس ترامب الذي اعتقد أن "إسرائيل" ستقف إلى جانبه، وستترك الرئيس الجديد، وجزء منا اليوم يلعن ترامب الذي لم يعد له دور في السياسة الأمريكية ويحترم بايدن الذي ما زال متمسكا بقرارات ترامب، وربما يتراجع عن بعض القرارات غير المهمة وغير الإستراتيجية، مثل استئناف تقديم المعونات المالية للسلطة الفلسطينية، أو إعادة فتح مقر منظمة التحرير في أمريكا، أو ما شابه من القرارات التي لا علاقة لها بصلب القضية الفلسطينية، ولذلك أدعو القيادة الفلسطينية لأن تتعلم بعض الحنكة السياسية من أعدائنا أو من شركائها في عملية سراب السلام.