نادت حركة حماس منذ سنوات وما زالت، بضرورة إجراء انتخابات فلسطينية شاملة تؤدي في مجراها الطبيعي إلى فرز برلمان جديد ومجلس وطني قادر على إعادة بناء منظمة التحرير وتنشيط دورها في تفعيل الحياة السياسية، كما يرى محللون سياسيون.
ورأى هؤلاء في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، أن دعوات حماس المتكررة للالتزام بإجراء الانتخابات يعكس حرصها على تفعيل الحياة السياسية بما يخدم القضية الفلسطينية في مواجهة المخاطر المحدقة بها.
وقال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: إن حركة حماس حريصة تمامًا على إنفاذ المصالحة واتخاذ خطوات إيجابية تجاه تشجيع حركة فتح والسلطة على الشروع في خطوات عملية تجاه المصالحة الوطنية.
"لكن للأسف؛ هناك معوقات كثيرة تضعها فتح السلطة في وجه المصالحة تحول دون تسيير الحياة السياسية في الأراضي المحتلة" بحسب صادق.
وذكر أن فتح تصر على أنه لا يمكن السير بخطوات حقيقية في المصالحة ما لم توافق حماس على قرارات الرباعية الدولية، وهذا من شأنه أن ينسف المصالحة من جذورها خاصة أن حماس ترفض هذه الشروط.
وأشار صادق إلى أن الحالة الفلسطينية بحاجة إلى شراكة حقيقية في إدارة الحياة السياسية، لكننا نجد أن السلطة تصر على الاستفراد بالقرار الفلسطيني، وأن يتخذ عباس قرارات أحادية دون مشاورة الفصائل في إطار سلوك تشاوري فلسطيني.
ورأى أن سلوك السلطة هذا نابع من ارتباطها بأجندات خارجية، وهي مكبلة بالتنسيق الأمني واتفاقيات "التسوية" مع الاحتلال، معتقدًا أن هناك من يدير الشؤون السياسية للسلطة من خارج الأراضي المحتلة.
وعدَّ أن تسيير الحياة السياسية الفلسطينية يتطلب انحياز السلطة للشعب الفلسطيني ولصالح الثوابت الوطنية وإشراك الفصائل في كافة الأمور التي من شأنها أن تسهل إدارة الأوضاع داخل الأراضي المحتلة بشراكة حقيقية وليس بقرار فردي مصدره السلطة فقط.
انعكاس إيجابي
ورأى أن حماس حريصة على تكوين جسم فلسطيني موحد لمواجهة الأخطار المتمثلة بالقوة الإسرائيلية الغاشمة، وهذا لن يتحقق إلا بوحدة الموقف الفلسطيني والقرار والفعل على أرض الواقع.
وأكد صادق أن تحقيق تطلعات حماس بشأن الانتخابات سينعكس إيجابًا على المشهد الفلسطيني، وسيؤدي إلى وقف مخططات الاحتلال وأطماعه في الأراضي المحتلة.
وأشار أن الكرة الآن في ملعب السلطة لاتخاذ قرار يرتبط بإشراك الفصائل في إدارة الأوضاع السياسية على الأرض، ودون ذلك لن تتمكن من الخروج من التبعية للاحتلال الإسرائيلي، وستبقى قراراتها مرهونة به وبالمجتمع الدولي والإدارات الأمريكية التي لن تقدم شيئًا للشعب الفلسطيني سوى الخيبات على مدار سنوات طويلة من التسوية المزعومة مع الاحتلال.
من جهته، قال المحلل السياسي إياد الشوربجي: إن حركة حماس تدرك التحديات الكبيرة التي تمر بها القضية الوطنية، ومخططات التصفية التي تتعرض، خاصة خلال تولي دونالد ترامب رئاسة الإدارة الأمريكية سابقًا، وحكومة الاحتلال السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو، والحالية برئاسة نفتالي بينيت.
وأضاف الشوربجي، أن مدارك حماس هذه بحاجة إلى جهود جماعية ووحدة وطنية وفصائلية، لتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة بناء النظام ومنظمة التحرير بما يلائم تطورات المرحلة والتغيرات حول القضية الوطنية.
وتابع: أن تحقيق أطروحات حركة حماس سيشكّل عنصرًا إيجابيًا جدًا للحالة الفلسطينية، خاصة أن النظام السياسي الحالي بحاجة إلى إصلاح يسمح مستقبلًا بالتداول السلمي للسلطة.
يشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس أصدر قرارًا بتعطيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في مايو/ أيار الماضي، الأمر الذي أثار ردود فعل محلية مناوئة وبشدة.