فلسطين أون لاين

​العشر الأواخر في الأقصى.. مذاق آخر

...
القدس المحتلة - غزة / مريم الشوبكي

كل فلسطيني ومسلم يحلم بالصلاة في المسجد الأقصى، ويزداد شوقه إلى ذلك في شهر رمضان المبارك إذ مذاق الصلاة والاعتكاف فيه لا يشبه أي مذاق آخر، ويتمنى أن يكون واحدًا من جموع المصلين الذين يحرصون على الوجود فيه خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل.

وما يميز هذا العام في المسجد الأقصى وأدخل السعادة على قلوب المقدسيين والزوار الفلسطينيين سماح وزارة الأوقاف ببدء الاعتكاف منذ الـ15 من رمضان، ويجدون في ذلك تعويضًا عن أيام العام الأخرى التي يحرمون فيها الصلاة به.

15 رمضان

بينت الصحفية المقدسية بيان الجعبة أن العشر الأواخر من رمضان هذا العام مختلفة عن السنوات القادمة، فوزارة الأوقاف أصدرت قرارًا رسميًّا بالسماح بالاعتكاف في المسجد الأقصى من 15 من الشهر الفضيل، مثمنة هذه الخطوة التي من شأنها زيادة الأعداد الموجودة في الأقصى.

وذكرت الجعبة لـ"فلسطين" أن ما يميز الأقصى والبلدة القديمة في الأيام العشرة الأخيرة هو الوجود الكثيف لزوار المدينة والمصلين في المسجد الأقصى، حيث يزداد عددهم خلال صلاة التهجد.

ولفتت إلى أن المقدسيين وسكان الضفة الغربية والداخل المحتل يحرصون على الوجود الدائم خلال هذه الأيام الفضيلة في المسجد الأقصى، فالعائلات تجتمع بكثرة لتناول طعام الإفطار بباحاته، وأزقة وحارات البلدة القديمة تنتعش، وأسواقها كذلك، فيحرص الكثيرون على اشتراء تذكار من مدينة القدس.

والروحانيات تتجلى في هذه الأيام الفضيلة، إذ تنقل سماعات المسجد صوت إقامة الصلوات وتلاوة القرآن، وتقام في الأزقة بمحيط الأقصى _لاسيما باب العامود وحي باب حطة_ أمسيات إنشادية وثقافية من ذكر ومدائح لرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأخرى متعلقة بشهر رمضان، بحسب ما ذكرت الجعبة.

اقتحامات المستوطنين

ولفتت إلى أن الشهر الكريم وإحياء العشر الأواخر منه ينغصهما هذا العام شائبة التهويد، وسماح الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المستوطنين المسجد الأقصى كما حدث العام الماضي، وتكون الاقتحامات في الصباح.

يوجد في المسجد الأقصى العديد من المصليات، ولكن في رمضان لا تقام الصلوات منفردة فيها، بل تكون الصلاة جامعة، وتقام صلاة التهجد بأعداد فائقة، بحسب قول الجعبة.

ولفتت إلى أنه في شهر رمضان يكثر تسيير الرحلات إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس، حيث تتكاثف الجموع، لاسيما مع السماح للمصليين بالاعتكاف باكرًا هذا العام.

ومن الطقوس التي تميز العشرة الأواخر _حسبما بينت الجعبة_ الإفطارات الجماعية لأعداد كبيرة من المعتكفين وزوار المسجد الأقصى، وتنظمها مؤسسة معينة في مدينة القدس تعودت إقامتها كل عام.

ويحرص العديد من المسلمين في شتى بقاع الأرض على الوجود خلال هذه الأيام الفضيلة في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه، لخصوصية المكان في قلوبهم.

ويتمنى أهالي القدس المحتلة أن تكون كل السنة رمضان؛ فهو ينعش المدينة ويعيد إليها الحياة مجددًا، ففي سائر الأشهر يفرض الاحتلال الإسرائيلي إجراءات تنكيلية بحق الفلسطينيين ويمنعهم من الوجود والصلاة فيه.

وفي العشر الأواخر تبقى حارات وأزقة وأسواق البلدة القديمة مستيقظة على مدار الساعة، فهذا موسم لا يتكرر إلا مرة كل عام، فيستغله المقدسيون أفضل استغلال، مستأنسين بالزوار والمصلين.