فلسطين أون لاين

تقرير جدار غزة.. محاولة جديدة لحماية جنود الاحتلال بعد فشل طويل

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

 

بعد فشله في أكثر من مرة خلال السنوات الماضية في الحفاظ على أمنه ومنع المقاومة من الوصول إلى المستوطنات والمواقع العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، شيّد جيش الاحتلال الإسرائيلي جدارًا إسمنتيًا بطول 65 كيلومترا وارتفاع 6 أمتار حول قطاع غزة.

ويهدف الاحتلال من خلال تشييد الجدار، إلى توفير الحماية لجنوده، ومواجهة خطر الأنفاق التي تحفرها المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد إنفاقه مليارات الشواقل على الإجراءات الأمنية على طول السياج الفاصل مع قطاع غزة، خلال السنوات الماضية، لكن جميعها باءت بالفشل، وفق ما يقول مختصون.

ويتضمن الجدار 5 عناصر تكمل بعضها البعض وهي: حاجز تحت الأرض بأجهزة استشعار، وسياج ذكي يزيد ارتفاعه على 6 أمتار، وحاجز بحري يشمل وسائل لكشف التسلل في البحر، ونظام سلاح يتم التحكم فيه عن بعد، ومجموعة من الرادارات والكاميرات، وغرف قيادة وتحكم.

وحسب الاحتلال تم إنشاء 6 محطات خرسانية على امتداد السياج الفاصل مع قطاع غزة، وتم استخدام حوالي 220 ألف شاحنة خرسانة، و140 ألف طن من الحديد والصلب في بناء الحاجز.

ورأى الخبير في الشؤون العسكرية، يوسف الشرقاوي، أن الجدار الإسمنتي لن يشكل أي حماية للمستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة.

وأرجع الشرقاوي في حديثه لـ "فلسطين"، أسباب فشل الجدار في حماية الاحتلال إلى وجود ضعف عام في سلاح المشاة لجيش الاحتلال، وفقدان الجنود الإسرائيليين الشجاعة والقدرة على القتال والمواجهة.

وذكر أن جيش الاحتلال ادعى أن الجدار يعمل بشكل ذكي بمعنى الاستفادة بشكل كبير من التكنولوجيا وتوظفيها في خدمته، دون الارتكاز على العنصر البشري بشكل كبير، وهو ما سيشكل أحد الثغرات التي ستسهل على المقاومة اختراقه بكل سهولة في أي مواجهة قادمة، أو وقتما أرادت ذلك.

وبين أن المقاومة ستعمل على ابتكار منافذ للتطور على التكنولوجيا التي وضعها جيش الاحتلال على الجدار الأسمنتي، خاصة في ظل ضعف القوة البشرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة.

ولفت أن الاحتلال يعمل على ترويج الجدار بشكل كبير والادعاء أنه سيحمي جنوده وهو متقدم جدًا، ولكن على الأرض الأمر مختلف تمامًا ولن يحقق الاحتلال أي إنجاز في هذا الملف.

من جانبه، رأى المختص الأمني، محمد لافي، أن الأمن السيبراني يتجاوز كل الحواجز التقليدية، وسبق وكشفت الصحف الإسرائيلية أن المقاومة حققت هجومًا سيبرانيًا ناجحًا في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي، وهو دليل على قوة المقاومة في التكنولوجيا.

وقال لافي لـ "فلسطين": إن المقاومة في قطاع غزة، يمكن لها تجاوز الجدار الأسمنتي بعدة طرق ووسائل، أبرزها الطائرات المسيرة، والأنفاق تحت الأرض، والتقنيات الأخرى.

وأوضح أن المقاومة تمتلك قدرات ذكية للتغلب على الجدار الأسمنتي، وإحداث ثغرات فيه.

ولفت إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في العمل العسكري، لذلك الاحتلال سيفشل من خلال هذا الجدار الذي أطلق عليه مصطلح "ذكي" لكون التقنيات عملية جامدة لا يمكن أن تنجح.