تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي جاهدة طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح بمدينة القدس، وتمنع المتضامنين من الوصول إليه والتضامن مع سكانه بفرض حصار مشدد حوله، خشية إيصال صوتهم خارج أسوار المدينة المحتلة وتحشيد رأي عالمي ومحلي مساند له.
وأغلقت قوات الاحتلال حي الشيخ جراح، مساء أول من أمس، وأخرجت المتضامنين من الخيمة التضامنية، ولم يبقَ سوى سكان الحي المهددين بالتهجير قسرًا، بالتزامن مع مظاهرة لليمين الإسرائيلي المتطرف في الحي تأهبا للاستيلاء عليه.
ويتعرض أهالي "الشيخ جراح" باستمرار لاعتداءات المستوطنين المنظمة، الذين يسكنون في منازل بالحي استولوا عليها من عائلات فلسطينية السنوات الماضية.
صمام أمان
وعدّ مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أهالي حي الشيخ جراح صمام أمان للمسجد الأقصى، مشددًا على وجوب الوجود الدائم والمستمر معهم ودعم صمودهم.
ودعا خاطر في حديث لصحيفة "فلسطين" السلطة برام الله لتحمل مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له أهالي القدس، وخاصة في حي الشيخ جراح، وتفعيل سفاراتها وقنصلياتها حول العالم، لفضح جرائم الاحتلال ضد المقدسيين، ودفعه لوقفها.
وحث العالم العربي والإسلامي على تحمل مسؤولياته تجاه ما تتعرض له المدينة المقدسة وأهلها، مطالبًا إياه بالانتفاض في وجه الاحتلال وسفاراته، وتوفير كل أشكال الدعم للمقدسيين وخاصة المالي، في ظل فرض الغرامات المالية الباهظة عليهم، وهدم منازلهم، ومحاولة تغييبهم عن مدينتهم قسرًا.
ووصف ما يجرى في الشيخ جراح بالمأساة، التي صنعها الاحتلال للتخلص من سكانه الأصليين بعدما أوصلوا رسالتهم للعالم وخاضت المقاومة في غزة معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي، لدعم صمودهم ووقف الجرائم الممارسة بحقهم.
وأكد ضرورة التوجه إلى محاكم الاحتلال وإطلاع العالم على نتائجها، خاصة أنها متحيزة للمستوطنين وتخالف كل القوانين الدولية، وأن يتم البناء عليها لفضح جرائمه دوليا.
هبات جماهيرية
وأشار رئيس لجنة حي سلوان فخري أبو دياب إلى أن معركة "سيف القدس" أربكت الاحتلال ومستوطنيه، ودفعتهم للتراجع عن مخططات تهجير أهالي حي الشيخ جراح منذ اندلاعها، لكنهم يعودون المحاولات مجددًا للاستيلاء على الحي.
وأكد أبو دياب في حديث لـ"فلسطين" أن المقدسيين بحاجة إلى هبات جماهيرية ووقفات جدية إلى جانبهم وخوض المعارك من أجلهم أسوة بمعركة "سيف القدس"، لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الحي بلا رجعة.
ولفت إلى أن "سيف القدس" رفعت معنويات المقدسيين، وأربكت حسابات الاحتلال الذي بات هو ومستوطنوه يخشون تكرارها أو ردة فعل المقاومة بسبب مواصلتهم الاعتداء على أهالي حي الشيخ جراح.
ونبه إلى أن دعم صمود المقدسيين وإفشال محاولات تهجيرهم من منازلهم، يتطلب وقفة مستمرة إلى جانبهم والوجود في الحي، وإطلاق هبات جماهيرية محلية ودولية للتضامن معهم ودعم صمودهم وكشف الجرائم الممارسة بحقهم.
وطالب السلطة بتحمل مسؤولياتها والتوجه إلى المحافل الدولية وتقديم شكوى للمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة، وإطلاعهم على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق المقدسيين وأحيائهم، داعيا لتشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لأهالي المدينة المقدسة وأحيائها التي تتعرض لجرائم إسرائيلية لكسر شوكة المقدسيين وتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين.