تعد عاصمة بلفور من أفضل المدن عالميا للتعبير عن الحق الفلسطيني والتضامن معه، وإن محاولات اللوبي المناصر للاحتلال للتضييق على ذلك تمثل استشعارًا منه بقيمة وأهمية الجهد الذي يبذل، والدور الذي تلعبه حركة التضامن مع فلسطين في بريطانيا.
ونحن نرى يوما في إثر يوم كيف تتراجع شعبية دولة الاحتلال وتضعف روايتها أمام الرواية الفلسطينية في الرأي العام الغربي، وخصوصا عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد وجدت لزاما عليّ بعد نشر مقالي السابق عن عقبات العمل لفلسطين في بريطانيا أن أشير من ناحية موضوعية لمحاسن وإيجابيات العمل لفلسطين في بريطانيا، تلك الإيجابيات التي لا تكاد تجدها في بعض الدول العربية.
وعمليا يلمس النشطاء الفلسطينيون والمتضامنون معهم في بريطانيا عدة إيجابيات؛ منها:
أولا: أمام العدالة القضائية:
- إمكانية ملاحقة مجرمي الحرب في دولة الاحتلال أمام القضاء البريطاني.
- إمكانية مقاضاة الحكومة البريطانية حول وعد بلفور.
- نجاح إجراءات التقاضي والحصول على أحكام لصالح نشطاء فلسطينيين مؤسسات وأفراد تبرّئهم من تهم منسوبة إليهم، سواء عن طريق الشرطة أو الإعلام.
ثانيا: في تنظيم المظاهرات والاعتصامات:
- سهولة تنظيم مسيرات ووقفات التضامن دون الحاجة لترخيص قانوني.
- سهولة ارتياد أماكن التجمعات والمرافق العامة، وتقديم مختلف أشكال التوعية حول القضية.
- إمكانية توزيع المواد التعريفية بفلسطين، ورفع الرايات الفلسطينية في مختلف المواقع.
ثالثا: في التعامل مع السلطة التشريعية والحكومة:
- مخاطبة البرلمانيين وسؤالهم عن دورهم تجاه القضية، وإلزامية رد البرلماني على ذلك.
- توقيع العرائض الإلكترونية في مختلف المناسبات بما يخدم القضية، وإذا وصل عدد الموقعين إلى عشرة آلاف تُعرض على الحكومة، وإذا وصل عددهم مئة ألف تعرض على البرلمان.
رابعا: في العمل المؤسسي لفلسطين:
- وجود مؤسسات مثل مجلس العلاقات البريطانية الفلسطينية؛ تقوم بالتواصل المستمر مع الخارجية البريطانية.
- وجود مؤسسات ضغط تعمل لفلسطين، مثل مركز العودة الفلسطيني الممثل في الأمم المتحدة، ومنتدى التواصل الفلسطيني الأوروبي (يورو بال)، وحملة التضامن الدولية مع فلسطين.
- وجود عدة روابط للجالية تعمل لأجل فلسطين، ومنها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا؛ الذي ينظم تجمعات ومهرجانات سنوية لأجل فلسطين يحضرها الآلاف، فضلا عن إفطار رمضان السنوي.
- وجود عدد من المؤسسات الخيرية المتخصصة بفلسطين والقدس، فضلا عن وجود باب خيري لفلسطين في مختلف المنظمات الإغاثية والتنموية الكبرى في بريطانيا.
خامسا: على صعيد العمل الطلابي:
تعد اتحادات الطلبة الحاضن الأكبر لفلسطين في بريطانيا، وما حادثة طرد سفيرة الاحتلال قبل مدة عنّا ببعيد.
- لا تكاد جامعة في بريطانيا تخلو من رابطةٍ أو نادٍ يجمع المتضامنين مع فلسطين، ويقومون بمناشط عدة لأجل ذلك.
الخلاصة
هذه في النهاية 14 نقطة من إيجابيات العمل لفلسطين برصد شخصي، ولو كانت هناك دراسة ورصد علمي منهجي لذلك لكانت الحصيلة أكبر بكثير برأيي.
وعليه أعتقد أن العمل لفلسطين في بريطانيا على درجة بالغة الأهمية، والفرص المتاحة له كبيرة وتنتظر من يحسن استثمارها ليقدم مزيدا من الإبداع في خدمة هذه القضية العادلة.