فلسطين أون لاين

تقرير "مسافر يطا".. الفلسطينيون في مواجهة مستوطنين محميين بقوات الاحتلال

...
صورة أرشيفية
الخليل/ فاطمة الزهراء العويني:

يتعرض أهالي مسافر يطا قضاء الخليل جنوب الضفة الغربية، لاعتداءات إسرائيلية يومية تهدف إلى ترحيلهم من أراضيهم، إذ يواجهون مستوطنين مدعومين من قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل أنواع الدعم العسكري، في غياب أي دعم من السلطة الفلسطينية لهم.

ففي خربة طوبا ازدادت وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المواطنين في نهاية شهر نوفمبر الماضي، وفق ما يؤكد المواطن أحمد عمر أبو جندية، إذ يقول: "لقد بدأ المواطنون في حراثة أراضيهم وتهيئتها للزراعة، وهو ما أثار حفيظة المستوطنين الذين يعملون منذ سنوات طويلة للاستيلاء على أراضينا".

وأوضح أبو جندية في حديث لـ"فلسطين" أن المستوطنين ينطلقون بهجمات شرسة ضد المواطنين لمنعهم من فلاحة أرضهم، وذلك بإطلاق المواشي والخنازير على هذه الأراضي، لتعيث بها فسادا وتقلبها رأساً على عقب.

وأشار إلى ما حدث مع عائلته أول أمس وقال: "عندما توجه والدي وأشقائي للطلب من أحد المستوطنين بإبعاد أغنامه عن أراضينا، فما كان منه إلا أن ادعى أنهم اعتدوا عليه، واستدعى شرطة الاحتلال التي اعتقلت والدي ليوم كامل ولم تفرج عنه إلا بكفالة مالية".

وتكرر الاعتداء يوم أمس عندما اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الخربة واعتقلت شقيقه وابن عمه وأحد جيرانه واصطحبتهم لجهة مجهولة، وأضاف: "لقد أصبحنا في سجن خاص بعد أنْ أقام مستوطنون العام الماضي بؤرة استيطانية جديدة بالقرب من أراضينا، ومنعونا من رعي أغنامنا في المنطقة، فكلما رأوا أحداً منا نزل بأغنامه يستدعون شرطة الاحتلال لاعتقاله".

ولفت إلى أن المستوطنين في البؤرة الجديدة سيطروا على مساحة تفوق الألف دونم بين مستوطنتيْ "ماعون" و"كرمئيل"؛ ما جعل حياة أهالي الخربة مأساوية، إضافة إلى الاعتداءات التي يتعرض لها طلاب المدارس من الخربة من قبل المستوطنين عند توجههم لقرية "التواني" للدراسة.

اتجاه خطِر

بدوره، أكد رئيس مجلس قروي خشم الدرج إبراهيم هذالين أن الأمور تذهب في اتجاه خطِر في مسافر يطا، حيث أطلقت حكومة الاحتلال يد المستوطنين للاعتداء على المواطنين حتى يتركوا أراضيهم.

ودلل على ذلك بما حدث في قرية أم الخير أول أمس عندما تصدى المواطنون لجرافة لأحد المستوطنين كانت تجرف في جزء من أراضيهم وطالبوه بالانسحاب، "وفوراً جاءت قوات جيش الاحتلال لحمايته وأخبرهم ضابط الإدارة المدنية بأن الأرض مُصادرة والمستوطن يعمل بشكل قانوني".

يترافق ذلك -وفق هذالين- مع اعتداءات الإدارة المدنية المتكررة على المواطنين، حيث هدمت مؤخراً مجموعة من البركسات تؤوي عشرات الأسر، وقال: "الصراع هنا بين طرف محمي بقوات كبيرة من جيش الاحتلال وهو المستوطن، والمواطن الفلسطيني الأعزل الذي تغيب عنه قيادته الرسمية تماماً".

وتابع: "هناك صمت رسمي فلسطيني مرعب عن أسر تعيش ظروفاً معيشية بالغة السوء، وفقرًا مدقعًا في سبيل الحفاظ على أراضيها، في حين لا يوجد أي فعل رسمي بتوفير الخدمات ومقومات الصمود لهم أو حتى تفعيل قضيتهم قانونياً".

ولفت هذالين إلى أن المواطن مكبل اليدين ولقاء دفاعه عن أرضه في وجه المستوطنين يكون مصيره إما الاعتقال وإما الغرامة وإما الطرد من الأرض وهدم البركسات، مشيراً إلى أن الاحتلال يستهدف بالاستيطان مساحة شاسعة من الأراضي في الظاهرية والسموع ويطا والقرى البدوية شرق يطا ومسافر بني نعيم وحتى البحر الميت في مساحة تبلغ ربع الوطن الفلسطيني.

وأضاف: "الاستيطان يستهدف القدس بمرتبة أولى ثم الأغوار ثم جنوب الضفة الغربية، حتى إن المستوطنين توجهوا للمحاكم الإسرائيلية لرفض إقامة جدار بينهم وبين الجنوب الفلسطيني بحجة أن هذا سيترك مساحة شاسعة من الأرض بأيدي الفلسطينيين وكان لهم ما أرادوا".