قائمة الموقع

فريق هندسي بغزة يبتكر سقفًا بديلًا للأسبست والصفيح

2021-11-29T14:38:00+02:00
صورة أرشيفية
فلسطين أون لاين

مادة الأسبستوس بجميع أشكالها تشكل سرطانات بشرية، وهي تغطي معظم بيوت اللاجئين في المخيمات المنتشرة في فلسطين، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن هذه المادة هي سبب في إصابة قاطنيها بالسرطان، وقصور في التنفس بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

ويتجه الناس إلى أسقف الأسبست والصفيح لانخفاض أسعارها مقارنة بالأسقف الخرسانية، لذا أراد فريق من المهندسين المدنيين: زاهر شحيبر، وسامر الخالدي، وهديل أبو عون، ومحمد الكرد، وضع حد لهذه المشكلة بابتكار "معسكر الأمل" (Hope Camp)، وهو سقف مسبق الصب رخيص الثمن يتناسب مع فئة محدودي الدخل.

ويضم قطاع غزة ثمانية مخيمات سكنية يسكنها اللاجئون الفلسطينيون منذ 73 عاما، وتشهد هذه المخيمات تكدسًا سكانيًا بشكل مهول، وأغلب بيوتها أرضية مسقوفة بالصفائح المعدنية أو الأسبستية.

والأمر لم يقتصر على ساكني المخيمات فقط بل امتد ليشمل أصحاب الدخل المحدود من سكان المدن ليطال قصورهم المادي أمانهم السكني، ففي مخيم الشاطئ مثلًا يبلغ عدد الوحدات السكنية الأسبستية المرصودة لدى وزارة الأشغال 9181 وحدة، مقابل 15051 وحدة خرسانية.

ويبين المدير التنفيذي للمشروع زاهر شحيبر أن أسقف الصفيح المعدنية أكثر أمانًا على ما تسببه الحرارة الزائدة من ارتفاع في ضغط الدم وقصور في التنفس وما يتبعه من أمراض مزمنة، وهناك إجماع دولي واضح على أن مادة الأسبستوس بجميع أشكالها وحتى ضمن الكميات الضئيلة منها تشكل سرطانات بشرية، لكن الشركات المصنعة للأسبستوس تسوقه على أنه معدن سحري رخيص ومتوافر وآمن في الأبنية السكنية.

ويلفت شحيبر لـ"فلسطين" إلى أن خطر الأسبست لا يهدد فقط أولئك العاملين في الصناعات المتعلقة بتجهيز وتصنيع ألواحه، وإنما يهدد أيضا مستخدمي المنتج من السكان، ومن تلك المخاطر أنه أحد العوامل الرئيسة لارتفاع نسبة سرطانات الرئة في قطاع غزة.

ووفقًا لحوار صحفي أجرته صحيفة فلسطين في شهر فبراير لعام 2020، صرح مدير وحدة نظم المعلومات الصحية في وزارة الصحة في قطاع غزة أن سرطان الرئة يشكل ثاني أعلى نسبة في الحالات المصابة بالسرطان في قطاع غزة.

وفي عام 2018، شكلت وفيات سرطان الرئة 9.16 %من إجمالي وفيات السرطان في قطاع غزة، وفق معطيات وزارة الصحة.

ويضيف شحيبر: "مع اقتراب فصل الشتاء الذي بتنا نستحي أن نتغنى بجماله خجلا من أصحاب البيوت المتهالكة المغطاة بالأسقف الأسبستية والمعدنية، فقدوم الشتاء يعني بالنسبة لهم ضوضاء المطر، وتسريب المياه، وصقيع يضرب أركان البيت".

ويلفت شحيبر إلى عيوب أخرى تجعل من ألواح الأسبست والصفيح بيئة غير مناسبة للسكن؛ كالسماح بنفاذ الحرارة بدرجات عالية إلى داخل المنازل، واختلال أماكنها أو ربما إزالتها بالكامل عند التعرض لرياح عاتية بسبب خفة وزنها، وسهولة اختراقها بسبب قلة سمكها وضعف قوتها.

نظام إنشائي متوسط التكلفة

وكحل بديل لهذه الأسقف، يقدم فريق (Hope Camp) نظامًا إنشائيًا يتكون من أحزمة خرسانية مسبقة الصب، خفيفة الوزن، موزعة بانتظام وتحمل فيما بينها أحجارا مفرغة، وتعتلي الأحزمة والأحجار طبقة رابطة من الخرسانة المسلحة.

ويوضح شحيبر أن النظام مصمم هندسيًا ليحقق معايير الأمن والسالمة في المنشأة، ويوفر بيئة سكنية ملائمة تخلو من عيوب البدائل المذكورة في الأعلى، إضافة لكونه يقع في فئة اقتصادية مقاربة لسعر تغطيات الصفيح والأسبست.

ويشير إلى أن (Hope Camp) ستعمل على توفير خدمات تصميم وتصنيع ونقل وتركيب هذا النظام بما يسمح للزبون باستغلال كل مزايا الأسقف الخرسانية وبسعر أقل 30% عن سعر الأسقف الخرسانية العادية.

وعما يميز المشروع عن المشاريع الأخرى المنافسة أو البديلة؟، يجيب: " في قطاع غزة نجد أنه هناك ثلاثة خيارات أمام الزبون لتغطية الأسقف السكنية؛ إما الصفيح أو الأسبست أو الخرسانة الاعتيادية، ولكل منهم مزاياه وعيوبه، سواء أكانت اقتصادية أو صحية أو إنشائية".

ويفيد شحيبر أن النظام الخاص بمشروعهم يدمج بين عاملي السلامة الإنشائية وعزل الحرارة والرطوبة في الأسقف الخرسانية، وانخفاض تكلفة الاقتصادية لأسقف الصفيح والأسبست.

وللمقارنة من حيث التكاليف، يشير شحيبر إلى أنه تم أخذ تغطية لغرفة مساحتها 16 مترا مربعا من البدائل الأربعة ومقارنة أسعار المواد الخام اللازمة لهذه المهمة من الأسواق المحلية في قطاع غزة، وأوضحت الحسابات أن تكلفة تغطية هذه الغرفة تقدر ب 700 شيكل لكل من الأسقف الأسبستية والصفيح.

في حين تبلغ تكلفة تغطية هذه الغرفة بسقف خرساني اعتيادي 1500 شيقل، وتأتي فكرة (HOPE CAMP ) لتقدم حلها بسعر 1000 شيقل لتغطية هذه الغرفة، وهو ما يوضح الحفاظ على نفس الفئة الاقتصادية البسيطة مع منحها القدرة على الحصول على ميزات الخرسانة الاعتيادية.

اخبار ذات صلة