فلسطين أون لاين

تقرير خشية السلطة من تصاعد المقاومة بالضفة تدفعها لمحاربة معقلها بجنين

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

الخشية من عودة الضفة الغربية المحتلة إلى وضعها الطبيعي ساحة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي جعلت السلطة برام الله لا تستسيغ رؤية أي مظاهر للأجنحة العسكرية في مخيم جنين، لإدراكها أن هذا الأمر سيهدد وجودها القائم على التنسيق الأمني وأدائها الوظيفي للاحتلال، وفقًا لحديث قيادي ومحلل سياسي.

ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية مؤخرا عن مصادر في السلطة قولها: "إن رئيس السلطة محمود عباس أقر خطّة عرضتها عليه أجهزة أمنه، بإشراف رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، لإيقاف مسار تنامي قوة المقاومة في جنين".

عقيدة التنسيق الأمني

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان لم يستبعد مهاجمة السلطة وأجهزة أمنها المقاومة في جنين، لأن العقيدة الأمنية للسلطة برأيه تقوم على "منع المقاومة المسلحة بكل ما أوتيت من قوة"، ودليل ذلك "مصادرة السلاح واعتقال الأسرى المحررين الذين يحاولون ترميم البنية العسكرية للتيارات الإسلامية خاصة، والمقاومة الفلسطينية عامة".

ووصف عدنان في حديث إلى صحفية "فلسطين" تصريحات محافظ جنين والتحركات الأمنية ضد المخيم ووصمه بأنه مكان للخارجين عن القانون والفلتان الأمني والزعران بـ"المؤسفة"، عادًّا ذلك تجنيًا على المخيم، في تجاهل واضح للظواهر السلبية وفلتان السلاح بمناطق أخرى في الضفة الغربية ووقوف السلطة أمام ذلك مكتوفة الأيدي.

ولفت إلى أن هناك خلطًا واضحًا في الأوراق، ومحاولة لشيطنة المخيم، والحديث عن أن الأمر مجرد بحث عن مطلوبين جنائيين، مشيرًا إلى أن السلطة لم تتوقف أصلًا عن ملاحقة المقاومين ومصادرة سلاحهم، ورئيسها عباس أوضح منذ زمن أن سلطته ماضية في تجفيف منابع المال والسلاح للمقاومة.

وقال عدنان: "نستغرب غضب السلطة من ظهور أجنحة المقاومة بسلاحها وراياتها في جنازة المرحوم وصفي قبها، وكأن الأمر محرم عليها، في حين نرى مسلحي الحزب الحاكم يخرجون في استعراضات واستقبالات أسرى محررين ويطلقون النار في الهواء، أما الراية الخضراء فأصبحت ممنوعة في استقبالات أسرى حماس، وتصادر، كما حدث مرارًا أخيرًا".

وبين أن السلطة باتت على إدراك لتصاعد المد الجماهيري لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، خاصة بعد "نفق الحرية" من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، والمشاركة الحاشدة في جنازة القيادي الوطني وصفي قبها، مضيفًا: "وهو أمر أصبح يقلقها، فهي بالتزامن مع التأليب على جنين تنفذ اعتقالات سياسية واسعة لنشطاء من الحركتين، حتى وصل بها الأمر إلى منعي من دخول جامعة النجاح".

فشل المشروع التفاوضي

وأوضح المحلل السياسي مصطفى الصواف أن التحدي الذي يمثله مخيم جنين على السلطة أنه يفشل إلى حد ما مشروعها التفاوضي مع الاحتلال، والتعاون معه في كل المجالات.

وقال الصواف لـ"فلسطين": "إن السلطة وقادتها يرون أي مقاومة للاحتلال تهديدًا لـ"مشروعهم الساقط أصلًا"، لذلك يحاولون الآن تهدئة جنين بالقبض على رجال المقاومة فيها أو الاشتباك معهم أو تحجيمهم، وهذا هو الهدف الأساسي لإنشاء هذه السلطة، عدم إتاحة المجال لأي مقاومة للاحتلال، ليعيش في أمن وأمان".

وأشار إلى أن القبضة الأمنية الشديدة للسلطة جعلت المقاومة لا تتعمد الظهور إلى العلن، لكن مع استمرار الاحتلال في تغوله على الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه عادت المقاومة للظهور إلى العلن تدريجًا.

وأعرب الصواف عن يقينه بأن أي محاولة مشتركة من الاحتلال والسلطة للقضاء على المقاومة لن تنجح، منبهًا في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال لا ينتظر أصلًا تعاون السلطة في أي حادثة أمنية، فلو رأى أي إمكانية للقضاء على المقاومة في أي مكان لفعل ذلك من تلقاء نفسه.

وأكد أن كل محاولات القضاء على المقاومة ستفشل، مع إدراك الشعب في الضفة الغربية أن السلطة تبيعه الوهم، وأنه لا خيار أمامه سوى المقاومة، لافتًا إلى أنه بدأ يعود لخيار المقاومة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا كبيرًا في مقاومة الاحتلال، ما سيرهقه وأعوانه من سلطة وأجهزة أمنها.