فلسطين أون لاين

خاص انتهاك صارخ لحرمة "الإبراهيمي".. رئيس دولة الاحتلال يستعد لإنارة "الشمعدان" فيه

...
سطح الحرم الإبراهيمي (أرشيف)
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

في انتهاك صارخ لحرمة المسجد الإبراهيمي، واستفزاز لمشاعر الشعب الفلسطيني، يستعد رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ افتتاح احتفالات ما يسمى بعيد الأنوار "حانوكا" اليهودي، بإضاءة الشمعة الأولى في المسجد غدًا.

وتعد خطوة هرتسوغ تأكيدًا إسرائيليا على الاستيلاء على مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة إلى دولته المزعومة، خاصة أن ذلك يأتي بالتزامن مع إعلان حكومة الاحتلال المصادقة على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة داخل مستوطنة "كريات أربع".

وسبق خطوة الاحتلال الاستفزازية الشروع قبل أشهر بتنفيذ مشروع تهويدي على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، يشمل تركيب مصعد كهربائي، لتسهيل اقتحامات المستوطنين، وقد تم تخصيص 2 مليون شيقل لتمويله.

ويهدد المشروع الاستيطاني باستيلاء الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل.

وأكد مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة أن المسجد عنوان مدينة الخليل وسيبقى قلب المدينة النابض وذا أهمية دينية مقدسة للمسلمين، مشيرا إلى أنه لم يسلم من شر الاحتلال الذي يحاول فرض الهيمنة التامة عليه وباحاته.

ولفت أبو سنينة في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن استعداد رئيس دولة الاحتلال لإضاءة "الشمعدان" في المسجد الإبراهيمي أمر ليس جديداً من حكومة الاحتلال التي تواصل هدف إحكام السيطرة عليه، وتهويد المقدسات الإسلامية كافة.

وقال: "حين يأتي رئيس دولة الاحتلال لإنارة الشمعدان داخل المسجد الإبراهيمي، وهو منصوب على سطح المسجد منذ منتصف الشهر الجاري في تعدٍّ واضح على حرمته، واستفزاز لمشاعر المسلمين، فهذا يدل على نية الاحتلال تهويد المنطقة وما تبقى من المسجد ليكون لقمة سائغة له".

وأوضح أن الاحتلال يعمل باستمرار على تهويد المسجد الإبراهيمي، إذ يمنع رفع الأذان كل يوم سبت، ومع وقت صلاة المغرب، ويواصل التنقيب عن الآثار الموجودة في باحاته، لإكمال السيطرة عليه.

وشدد على أن المسجد الإبراهيمي جزء من عقيدة المسلمين، وأنه أمانة في رقاب المسلمين جميعًا، ولا بد من أصحاب القرار التصدي لمثل هذه المخططات التي تُقترف بحق المقدسات، وإيصال رسالة المسجد، حتى يكون مكانا خالصا للمسلمين وحدهم، وفق الدين الإسلامي.

وبين أن إدارة المسجد الإبراهيمي ترصد أي اعتداء يحدث ضده، وتُعلم به وزارة الأوقاف أولا بأول، والتي تقوم بدورها برفع مذكرات للمنظمات الدولية وخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

وأكد الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش أن الاحتلال يريد من خلال إنارة "الشمعدان" داخل المسجد الإبراهيمي إضفاء شرعيته المزعومة على مدينة الخليل بأكملها، موضحا أنه يعد المسجد جزءًا لا يتجزأ من التراث الصهيوني، وسبق وأعلن ذلك علنا، ورفع علمه فوقه.

ولفت حنتش في حديث لـ"فلسطين" إلى أن سلطات الاحتلال أعلنت قبل أيام بناء مستوطنة جديدة قرب قلنديا، منبها إلى أنها تقوم بشيء أخطر من المعلن وهو "الاستيطان الهادئ" الذي يجري على قدم وساق من شخصيات متنفذة في حكومة الاحتلال.

وشدد على أن المطلوب لمواجهة مخططات الاحتلال تسليم مقالد الأمور للشعب الفلسطيني وإطلاق سراحه لتفجير انتفاضة ثالثة، للدفاع عن أرضه وصد جرائم الاحتلال ومستوطنيه، لكون لا شيء يردعهم إلا القوة.

وفي 3 مايو/ أيار 2020، صادق رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، حينما كان وزير الجيش آنذاك، على وضع اليد على مناطق ملاصقة للمسجد الإبراهيمي لإنشاء المصعد الذي أقره "مجلس التنظيم الأعلى" إحدى أذرع الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة الغربية.

وفي يوليو/ تموز 2017، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "يونسكو" إدراج المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.