فلسطين أون لاين

​مسجد حسن بيك.. مخنوق الأذانِ عامر في رمضان

...
قلقيلية - مصطفى صبري

لم يكن الحديث مع الشيخ أحمد أبو عجوة إمام مسجد حسن بيك في يافا سهلًا، فالمخاطر المحدقة بالمسجد من قبل المتطرفين قائمة على مدار الساعة.

مسجد حسن بيك أقدم مساجد يافا، محاط بأكبر الفنادق العالمية التابعة "للكونتننتال" ومنطقة سياحية يطلق عليها "التيليت" ومحيطه العربي والإسلامي معدوم، فهو في بقعة تم تهويدها بالكامل منذ النكبة.

في شهر رمضان يؤم المسجد ما يزيد عن الخمسمائة مواطن في صلاة التراويح، من جميع أنحاء المحيط لمدينة يافا.

الشيخ رائد صلاح يقول عن مسجد حسن بيك لفلسطين: "كان المسجد أول محطة استقبال لي بعد الإفراج عني في الاعتقال الأخير في شهر آيار الماضي، فداخل المسجد استقبلت المهنئين في اللحظات الأولى من الإفراج وكانت في مقدمتهم عائلتي وأمي، فالمسجد يشكل شوكة في حلق الصهاينة، وفي رمضان تكون للمسجد هيبته وتأثيره بالرغم من خنق آذانه".

له قيمة

يقول الشيخ أحمد أبو عجوة: "مسجد حسن بيك له قيمته المكانية، فمحيطه يهودي بامتياز، ويتم الاعتداء عليه باستمرار من قبل المتطرفين الذين يحاولون النيل منه".

ويضيف: "في عام 2010 تم تحطيم نوافذه ومداخله الرئيسة وتم وضع راس خنزير بكوفية فلسطينية على جدرانه في محاولة لتدنيسه ومحاولة حرقه عدة مرات".

وأشار أبو عجوة: "مسجد حسن بيك كاد أن يهدم من قبل المتطرفين اليهود في عام 2002م بعد وقوع أكبر عملية فدائية أطلق عليها عملية الدلفيناريوم والتي نفذها استشهادي فلسطيني وهو الشهيد سعيد الحوتري من قلقيلية، وبعد العملية تجمهر المئات من اليهود، مطالبين بحرق المسجد وهدمه، وتم الاعتداء عليه محملين المسجد مسؤولية العملية لأن العرب ينطلقون من المساجد في تنفيذ العمليات الفدائية".

الشهيد أحمد ياسين زائره

يقول أبو عجوه: "زار الشيخ الشهيد أحمد ياسين عام 1986م، للمشاركة في حفل زفاف، وألقى ياسين محاضرة حول دور الشباب في تغيير الواقع وتحرير الأوطان من نير الاحتلال، وكانت أروقة المسجد مليئة بالحضور الذين حملوا الشيخ أحمد بكرسيه على المنصة احتفاء بقدومه".

الشيخ أبو عجوه يتحدث عن تاريخ المسجد، قائلا: "مسجد حسن بيك بني في عام 1914م على يد حسن بيك الجابي الدمشقي ومساحته 2500 متر مربع ومئذنته ترتفع إلى السماء قرابة الثلاثين مترًا، ووجود المسجد في المنطقة يشكل تحديًا لا يوصف، فالاعتداءات عليه لا تتوقف وكان آخرها في شهر نيسان من عام 2016 بوضع العلم الإسرائيلي على مدخله في خطوة خطيرة وإيصال رسالة لعملية تهويد قادمة له، فمنذ النكبة لم يكن مثل هذه الخطوة".

التراويح في المسجد المعزول

ويشرح أبو عجوة أجواء رمضان داخل المسجد، قائلا: "صلاة التراويح يحضرها من مدن فلسطين المحتلة القريبة وحتى البعيدة، ويتخللها مواعظ دينية ومحاضرات، وبعد الانتهاء من الصلاة تكون جلسات عامة من قبل المصلين لتدارس الأوضاع في المسجد والمشاكل العامة التي تهم الفلسطينيين في الداخل، فنشاط شهر رمضان لا يقتصر على الصلاة فقط، بل يشمل العديد من مجالات الحياة، وهذا الأمر يعطي مسجد حسن بيك أهمية وبصمة تختلف عنها مساجد الداخل، وهذا الأمر لا يروق للمؤسسة الإسرائيلية الرسمية، ولكل اليهود الذين أصبحوا يهددون بأعمال عدائية خطيرة ضد المسجد، لذا فشهر رمضان يعطي مسجد حسن بيك قوة من حيث رسالة المسجد ووجوده في هذا المحيط الغريب عليه، فقبل النكبة كان المحيط عربيًا إسلاميًّا بامتياز، وبعد النكبة انقلبت الصورة".