حذر مختصان في شؤون القدس المحتلة، من التدابير الأمنية التي تنوي سلطات الاحتلال تطبيقها في القدس المحتلة وخاصة في منطقة باب العامود.
وقال أمين سر الهيئة الاسلامية العليا الشيخ تيسير التميمي: إن هذه التدابير ليست جديدة ، فهي جزء من خطة ممنهجة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتهويد كامل للقدس المحتلة، وهو يستغل بعض الأحداث لتنفيذ هذه الخطة.
وكانت مصادر في مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كشفت النقاب عن أن نتنياهو، يدرس امكانية تحويل باب العامود الى "منطقة معزولة"، دون كشف تفاصيل اضافية حول معنى ذلك.
وأضاف التميمي لصحيفة "فلسطين"، أن باب العامود معلم إسلامي عربي فلسطيني، ونتنياهو يحاول ان يزور من خلال الخطة الأمنية التي ينوي تنفيذها في منطقة باب العامود الحقائق التاريخية والدينية والوطنية لهذا المعلم وغيرها من معالم القدس المحتلة.
وأشار التميمي إلى ان القدس تتعرض لمذبحة حضارية، حيث تقوم سلطات الاحتلال منذ سنوات بتغيير أسماء الشوارع والأبواب والميادين بشكل حثيث وممنهج لتحويل القدس إلى مدينة يهودية.
ولفت إلى أن نتنياهو يرى الفرصة ذهبية الآن لتنفيذ هذا المخطط المعد مسبقا، مستغلا التخاذل العربي والإسلامي وتردي الوضع الداخلي الفلسطيني، وسوء أحوال الأمة بشكل عام.
وشدد الشيخ التميمي على أن القدس بؤرة الصراع بين الأمة بكاملها والمشروع الصهيوني، وفي حال استولى الاحتلال على القدس فيعني أنه انتصر وحقق أهدافه من احتلال فلسطين.
وأكد التميمي أن الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة باطلة ولن تغير من الحقيقة أن القدس عربية وإسلامية إلى يوم الدين، وهكذا ارادها الله بقرآن يجري تلاوته، فالقدس حقيقة عقدية ومهما فعل نتنياهو فلن يؤثر على هذه الحقيقة التاريخية.
من جانبه، أكد د.حسن خاطر رئيس مكتب القدس الدولي، أن سلطات الاحتلال تستغل الأحداث الجارية لتحقيق هدفها الاستراتيجي وهو التهويد، ولذلك تبذل جهودا كبيرة لتغيير أسماء المواقع الأثرية والتاريخية والشوارع والبلدات والمدن والأراضي بكل عام.
وأضاف خاطر لصحيفة "فلسطين"، أن استبدال الأسماء العربية بأسماء يهودية في بعض المناطق والتي لم تستطع فعلها بشكل مباشر تستغل الأحداث الجارية لتحقيق هذا الهدف، معقبا على مطالبات وعرائض قدمتها مجموعات يمينية يهودية لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، لاستبدال اسم الشارع الذي قتلت فيه المجندة الإسرائيلية من "السلطان سليمان" الى "هداس مالكا".
وأكد خاطر أن الشارع قديم وتسميته قديمة ويحمل دلالات كثيرة في القدس المحتلة، بوزن السلطات سليمان الذي بنى سور القدس، فهو ليس مجرد اسم عادي ، وإنما يعكس التاريخ والواقع في مدينة القدس المحتلة.
وأشار إلى أن تبديل الأسماء والشوارع مطروح منذ فترة للمناقشة من قبل الاحتلال في القدس المحتلة، وهناك عشرات بل مئات الاسماء التي تم تغييرها في البلدة القديمة، بأسماء مخترعة وغريبة من قبل سلطات الاحتلال لم تعرفها المدينة، وهي تنفذ ذات السياسة في كل مكان داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها ضمن رؤية تهويدية تمتد لعشرات السنوات القادمة وهي تستغل الأحداث لتحقيق التهويد.
يشار الى ان الشارع المذكور يحمل اسم السلطان سليمان منذ العهد العثماني، والسلطان سليمان هو من بنى سور القدس العتيقة. واستبدال اسم الشارع منوط بقرار أعضاء لجنة التسميات في بلدية القدس التي يتوقع ان تعقد جلستها بعد ثلاثة أسابيع للبت في الموضوع.