رأى محللان في تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، التي أدلى بها في مقابلة مع فضائية الأقصى، أول من أمس، أنها تعكس رؤية حركة وطنية تلتزم مشروع المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وكان هنية قال إن لدى حماس عدة أولويات تتمثل في الحفاظ على القضة الفلسطينية واستعادة الوحدة وبناء تحالفات سياسية مع مختلف الجهات.
وبين أن حماس تعمل من أجل الحفاظ على القضية الفلسطينية، وعدم التفريط بأي من حقوق الشعب، وفي مقدمتها حق العودة، وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وتحرير الأسرى، ومراكمة قوة المقاومة في غزة، والنهوض بالعمل المقاوم في الضفة باعتبارها نقطة احتكاك مباشر مع الاحتلال، في بالقدس وضد الجدار والاستيطان.
مشروع المقاومة
وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن حماس حركة فلسطينية كبيرة فاعلة في مشروع المقاومة، ولذلك فإن رؤيتها التي جددها هنية "هي وطنية واضحة وصحيحة".
ورأى عوكل في تصريح لـ"فلسطين"، أن حماس ليست المسؤولة عن استمرار الانقسام الفلسطيني، والمطلوب جهد أكبر من الفصائل.
وأكد أن رئيس السلطة محمود عباس مسؤول عن تعطيل الانتخابات، وأضاف: "الطريق لم يغلق بعد أمام إعادة بناء النظام السياسي وتحقيق الوحدة الوطنية".
وطالب عوكل بحوار وطني، الهدف منه تقييم المرحلة السابقة والتوصل إلى إستراتيجية تخرج بالشعب الفلسطيني وقضيته من الوضع القائم.
وشدد على أن شكل هذه الإستراتيجية يجب أن يضمن إعادة بناء المشروع الوطني في ظل نتائج (أوسلو)، وسياسات الاحتلال والتجاهل الدولي، والأخذ بعين الاعتبار أن جميع محاولات تحقيق حل الدولتين وصلت إلى طريق مسدود.
واستدرك عوكل: على الفلسطينيين أن يجدوا سبيلًا إستراتيجيًّا قائمًا على مقاومة الاحتلال.
هنية والثوابت
ورأى المحلل السياسي جلال رمانة، أن المشهد الفلسطيني يشده طرفان، "طرف يعتمد العمل السياسي المشلول وهو لا يملك سقفًا أو أرضية، وهذا الطرف يتمثل في السلطة التي لم تقدم أي تطور يرتبط بالقضية الفلسطينية بعد".
أما الطرف الثاني كما يقول رمانة لـ"فلسطين"، فهو يتمثل في المقاومة التي يجمع عليها أطياف الشعب الفلسطيني.
وبين أن حركات المقاومة تمثل غالبية الشعب الفلسطيني الذي بات متأكدًا أن الخلاص من الاحتلال لن يكون إلا بالمقاومة، ومنها حماس والجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وغيرهم.
وعدَّ أن ما جاء في تصريحات هنية يمثل ما يجمع عليه الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا، بما يضمن عدم التنازل عن الثوابت الوطنية.
ورأى أن هنية جدد التأكيد على الثوابت القديمة للشعب الفلسطيني في وقت يحاول فيه فريق السلطة بث روح في جثة ميتة اسمها (أوسلو).
وعدَّ رمانة أن "نقطة الضعف الوحيدة للشعب الفلسطيني هي القرار السياسي المتخذ من مقاطعة رام الله، وقد تعهد عباس قبل سنوات بعدم السماح لانتفاضة الثالثة ما دام هو رئيسًا.
وشدد رمانة على أن معركة سيف القدس أعادت ثقة الشعب الفلسطيني بنفسه وأشعرته بقدرته على مواجهة الاحتلال انطلاقًا من غزة التي حددت موعد قصف (تل أبيب)، وأوصلت رسالة للاحتلال أن "المشروع الصهيوني فشل في اللد ويافا وحيفا وعكا، والنقب، كما هو فاشل في الضفة الغربية غزة، وذلك كفيل بأن يقنع الكل الفلسطيني بالمقاومة بكل أشكالها".
وأكد المحلل السياسي أن تنفيذ عملية مسلحة في القدس، أمس، شكل صفعة من سلسلة صفعات تلقاها الاحتلال، وجدد التأكيد على مشروعية المقاومة في التصدي لانتهاكات قوات الاحتلال ومستوطنيه في الأراضي الفلسطينية.