فلسطين أون لاين

الشهيدة "خزيمية".. أعدمها الاحتلال بالرصاص وأفرج عن جثمانها بعد 60 يومًا

...
جنين-غزة/ محمد أبو شحمة:

لم تتمالك الطفلة تولين، الابنة الكبرى للشهيدة إسراء خزيمية، نفسها، حينما فُتح غطاء جثمان والدتها بعد احتجازه من سلطات الاحتلال الإسرائيلي 60 يومًا، لتنهار وتجهش بالبكاء.

وعلى مدار أيام احتجاز الاحتلال جثمان الشهيدة خزيمية (30 عامًا) في ثلاجاته، لم تعرف عائلتها أي تفاصيل واضحة عنها، حتى أعلنت سلطات الاحتلال تسليم جثمانها أمس.

ومند إعلان استشهاد خزيمية بإعدامها بدم بارد من قوات الاحتلال نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، لم تصل للعائلة أي معلومات حول وضع ابنتها، وهو ما أسهم في إدخال أفرادها في حالة نفسية صعبة، خاصة أطفال الشهيدة الأربعة.

وتؤكد العائلة أنه لم يصل لها أي نبأ حول مصير ابنتها إلا من خلال وسائل الإعلام التي نشرت خبرا في حينها أن جيش الاحتلال أطلق النار على سيدة وأصابها بجراح خطيرة، ثم أُعلن استشهادها.

وبعد أيام وليالٍ طويلة وحزينة قضتها عائلة الشهيدة خزيمية، أعادت سلطات الاحتلال جثمانها، وسمحت لوالدتها فقط بتسلمها، ليتم نقلها إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

ومع سماع هتافات بلدة قباطية التي تقطن فيها الشهيدة خزيمية، نهض أبناؤها الأربعة، تولين (11 عاما)، عامر (10 أعوام)، ورد (5 أعوام)، تيم (عامان)، من أحضان جدتهم، وتوجهوا مسرعين إلى مكان أصوات التكبير ومكان العزاء أمام منزلهم، لرؤية جثمان والدتهم.

وإلى جانب تولين، لم يتمالك فادي، الشقيق الأكبر لخزيمية، الوقوف دقيقة واحدة أمام جثمان شقيقته، بسبب جثمانها المجمد بالكامل حتى رموشها، كما يصف.

وحسب فادي، رفضت العائلة السماح لبقية أطفالها برؤية جثمانها أو وداعها حفاظا على مشاعرهم.

يصف فادي في حديثه لصحيفة "فلسطين" فترة احتجاز جثمانها دون الاطمئنان عليها أو معرفة مصيرها بالصعبة للغاية والمخيفة، خاصة أن الاحتلال زعم أنها كانت تريد تنفيذ عملية طعن في مدينة القدس المحتلة.

وخلال فترة احتجازها عاش أبناؤها أسوأ أيام حياتهم نفسيا وصحيا، خاصة الطفلين الأصغر سنا، إذ كانا دائمي السؤال عنها، وعن موعد عودتها إلى البيت، لكن والدهم يرفض إخبارهم بالحقيقة، لكن عند امتلاء بيتهم أمس بالمواطنين عند تسلم جثمانها، علم جميع أطفالها بالخبر الصاعق، وفق فادي.

وستنظم العائلة موكب جنازة لدفن جثمان الشهيدة "خزيمية" في مدينة جنين، اليوم، بمشاركة جماهيرية واسعة.