لا إحساس بالمسؤولية، ولا تقدير لعواقب الجمود السياسي، ولا حراك ميداني يوجع الإسرائيليين، ولا حرص على الوحدة الوطنية، ولا محاولة لبعث الأمل في النفوس، وانحصر دور القيادة الفلسطينية في اللهاث خلف سراب المفاوضات، والبحث عن منافع ومكاسب شخصية، ومواصلة خداع الشعب الفلسطيني، والإيهام بأن قيادته تدافع عن مصالحة، وتحارب على كل الجبهات لتوفير الراتب من جهة، وتحرير الأوطان من جهة أخرى.
في الماضي تفاخرت القيادة الفلسطينية بأن الفلسطينيين قد دخلوا موسوعة غينتس للأرقام، مع صناعة أكبر سدر كنافة فلسطينية شارك في تحضيره رئيس الوزراء السابق د. سلام فياض، ودخل الفلسطينيون موسوعة غينتس بتجهيز أكبر كوفية فلسطينية، وقبلها صار العمل على حياكة أكبر ثوب فلسطيني، فأين الأرض التي استردت من هذه الأرقام القياسية الخداعة، هذا التزييف لمعاني المواجهة الحقيقية مع الاحتلال، يدفعني لتوثيق بعض القضايا التي تتفرد فيها القيادة الفلسطينية، والتي يمكن أن تضمها موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهي:
1- أطول ثورة في تاريخ العالم، لم تحقق أهدافها، هي الثورة الفلسطينية، وقد تمكنت القيادة من القرار الفلسطيني قبل أكثر من خمسين عاماً، وما زالت تستأثر بالقرار، رغم الفشل.
2- أول قيادة سياسية تعترف لعدوها بـ78% من أرضها، وتعود للوطن تحت ظلال بندقية عدوها، وتحمل سلاحه، وتفاوضه على نسبة 22%، لمدة ثلاثين عامًا، وتدعي الانتصار!
3- القيادة تركت الشعب يعيش خلف جدران العزل في الضفة الغربية، حيث يحاصر الفلسطينيون بجدار يبلغ طوله 680 كيلومترًا، وفي غزة يعيشون خلف الجدار الأمني.
4- وقّعت القيادة الاتفاقيات التي تركت أهل غزة يعيشون في أكبر سجن في تاريخ البشرية، على السجناء فيه توفير طعامهم، وشرابهم، وعلاجهم.
5- القيادة تتعاون أمنيًّا مع عدوها، تعتقل من يقاوم الاحتلال، وتحفظ أمن المستوطنين.
6- أول قيادة في تاريخ العالم لديها أكبر عدد من الوزراء، ووكلاء الوزارة، والمديرين العامين، ولديها أعلى رتب عسكرية في العالم دون تدريب، أو شهادات جامعية، أو معارك فعلية.
7- القيادة الفلسطينية هي الوحيدة في العالم التي تعتمد على الدول المانحة لصرف رواتب موظفيها، والحكومة الوحيدة التي تقطع رواتب من يخالفها الرأي سياسيًّا.
8- القيادة الفلسطينية أول قيادة في التاريخ تغفر لأعدائها جرائمهم، ولا تتسامح مع التنظيمات الفلسطينية المعارضة.
9- القيادة الفلسطينية جعلت السجن خلخالا، وتخلت عن آلاف الأسرى في السجون، وتركت بعضهم أسيرًا لأكثر من 38 عامًا.
10- أول قيادة في التاريخ يحمل أعضاؤها بطاقات vip من عدوهم، ويعبرون عن الحواجز الإسرائيلية بسلام، بينما الشعب يتعذب على الحواجز.
11- القيادة الوحيدة في العالم التي تحتفل بعيد الاستقلال وهي تعيش تحت بساطير الاحتلال.
12- أول قيادة في التاريخ، يشارك قادتها في مؤتمر هرتسليا، لنصرة الصهيونية، وتعزيز قدرات الإسرائيليين، ومكانتهم.
13- القيادة الفلسطينية رفعت راية تحرير فلسطين، وقامت بتهريب الإسمنت المصري لبناء المستوطنات، وبناء جدار الفصل العنصري.
14- القيادة الفلسطينية أكثر قيادة في التاريخ تلاحقها الهزائم، والخسائر، والفضائح الجنسية، والفساد الموثق، ولم تغير مسيرتها، ولم تعدل من إستراتيجيتها، ولم تحاسب فاسدًا أو خائنًا أو مدسوسًا من قادتها، وما زالت تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني دون أن تخوض أي انتخابات ديمقراطية.
هذا ما لدي على القيادة من ملاحظات، فهل لدى القارئ ما يزيد عليه؟