في أسبوع واحد، خاض جيش الاحتلال سلسلة مناورات عسكرية واسعة في عدة ساحات مختلفة، ما يشير إلى حالة من الاستنفار البارز والجاهزية اللافتة تحسبا لأي حدث عسكري طارئ غير متوقع، خاصة على صعيد نشوب مواجهة قتالية مع واحدة من الجبهات المتوترة في الآونة الأخيرة.
بمزيد من التفاصيل، فقد أجرى الجيش مناورة في عدة مناطق من الضفة الغربية، لتحسين جاهزية قواته، والتعامل مع عدة سيناريوهات، بما فيها المفاجأة، كما أجرى مناورة واسعة النطاق بالجليل الأسفل، بمشاركة قوات الاحتياط، لزيادة جهوزية استدعائها "عند الضرورة"، خاصة التابعين لتشكيلة "غاعش"، وجرت المناورة بمناطق راموت منشيه ووادي عارة وعدة مراكز على طول الشريط الساحلي قرب الخضيرة وقيسارية.
على الصعيد الخارجي، شارك سلاح البحرية الإسرائيلي في تدريبات "الفصول الانتقالية" الدولية في قبرص للعام التاسع على التوالي، بمشاركة قوات الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، مصر، اليونان وقبرص، لاستمرار التعاون الإقليمي، والتشديد على العلاقة بين مختلف أسلحة البحرية المشاركة.
كما انتهت مناورة برية إسرائيلية مع البحرية الأمريكية "المارينز" بعد أسبوعين من انطلاقها، لزيادة الجهوزية والتنسيق بينهما، وانتهت تدريبات بين (إسرائيل) والإمارات والبحرين والولايات المتحدة في البحر الأحمر، لمنع التموضع الإيراني في البحر، والتصدّي للمسيّرات، دون أن يتخلّلها إطلاق للنيران ولم تشمل الغواصات، واستمرت 5 أيام، وشملت تدريبًا على متن سفينة نقل برمائية لتعزيز قابلية العمل بين الفرق المشاركة.
يشكل هذا الاستعراض لجملة التدريبات والمناورات العسكرية والقتالية الإسرائيلية حالة من التوثب لإمكانية أن تدخل المنطقة برمتها في اشتباك عسكري مع جبهات تسخن مع مرور الوقت، أو على الأقل أن تدخل دولة الاحتلال ذاتها في جولة جديدة من العدوان على واحدة من الجبهات المجاورة، سواء في غزة جنوبا، أو لبنان وسوريا شمالا، أو إيران شرقا.
مع العلم أن خوض أي واحدة من هذه الجبهات القتالية لن يكون نزهة نهاية الأسبوع، ولا تعني لجيش الاحتلال جولة قتال عابرة، وهو ما يدركه أكثر من سواه، لكن زيادة سخونة المنطقة، وارتفاع مستوى التوتر بينها مجتمعة، ومع دولة الاحتلال من جهة أخرى، تجعل فرضية اندلاع جولة قتال أقرب من أي وقت مضى، رغم الأثمان الباهظة والمكلفة التي قد يدفعها طرفا أي مواجهة، بما فيهما الاحتلال ذاته، خاصة على صعيد جبهته الداخلية التي تعاني ثغرات وعيوبا كبيرة، رغم كل الموازنات التي تنفق عليها.
في الوقت ذاته، لا تعني هذه المناورات الإسرائيلية المكثفة والمتلاحقة أن الحرب على الأبواب، بقدر ما هي حالة من التسخين للجيش الذي كشف عدوانه الأخير على غزة عدم جاهزية واضحة، رغم الدمار الكبير الذي أحدثه في القطاع، لكنه على الصعيد العسكري، والنتائج الميدانية، جاءت حصيلته متواضعة، ومتواضعة جدا!