(1)
شكلت معركة حد السيف تحولًا في العمل المقاوم لم يعهده الاحتلال من قبل، فمرارة انكسار نخبة القوات الخاصة الصهيونية "سيرت متكال" على أيدي الأبطال من مجاهدي كتائب القسام في مدينة خانيونس هزيمة لن تستطيع المؤسسة العسكرية الصهيونية استيعاب انعكاساتها داخليًا وخارجيًا وستبقى محفورة كجرح غائر في الوعي الأمني الصهيونية، تمكنت "كتائب القسام" من السيطرة على أجهزة تقنية ومعدات تجسسية تحتوي على كم هائل من المعلومات تمكنت المقاومة وفقها من معرفة أساليب عمل الاحتلال الاستخباري في عدة ساحات.
(2)
قُصم ظهر القوات الخاصة الصهيونية على يد كتائب القسام والقائد الشهيد نور بركة وسبعة شهداء من إخوانه المجاهدين، وأصبح يقينا لدى قيادة العمليات الصهيونية أن زمن الدخول السهل إلى غزة ولى إلى غير رجعة، وأن كتائب القسام تمتلك من الجاهزية واليقظة للدفاع عن شعبها ومواجهة قواته وسحقها وأن غزة حرام على الاحتلال وأن ثمن اللعب بالنار سيكون احتراق المعتدي، وهو ما سُطر في معركة حد السيف التي دفع الاحتلال ثمنًا غاليًا من هيبة وحدته التي كانت تدخل إلى دول بإمكانات كبرى وتنفذ عمليات اغتيال وتسرح وتمرح دون أن يقول لها أحد: أين أنتم توقفوا ماذا تفعلون؟ ولكنها غزة ولكنها كتائب القسام لا تملك قوة دول ولكنها تمتلك إيمانا راسخا وعزيمة لا تلين بدينها وقضيتها.
(3)
إن ما قدمته الحاضنة الشعبية من جماهير شعبنا من معلومات عززت وصول المقاومة وكشف المزيد مما حاول الاحتلال طمسه، يؤكد دور وأهمية الحاضنة الشعبية للمقاومة باعتبارها الخط الأول للدفاع عن المقاومة ويعكس حالة الوعي واليقظة لدى أبناء شعبنا والتفافهم حول خيار المقاومة وحماية المشروع المقاوم.
(4)
حد السيف أحدثت ضربة صاعقة للأمن الصهيوني في دولة الاحتلال، وكشفت المقاومة جزءا كبيرا من عملائهم وعملياتهم ونشاطاتهم في غزة وفي مناطق عدة، ترك هؤلاء المهزومون خلفهم وثائق استخدمت للتمويه، وبطاقات مزيفة بأسماء شخصيات من قطاع غزة، فكانت عملية حد السيف درسًا في التاريخ العسكري للمقاومة وبمنزلة لغم أمني في وجه وحدة سيرت متكال فخر الخاصة الصهيونية ويدها الضاربة التي تبعثرت هيبتها وهيبة قيادتها الأمنية أمام جنرالات القسام الذين أثبتوا نخبويتهم الميدانية سجلتها معركة حد السيف بمداد من دماء الشهداء لترسم انتصارا عظيما.
(5)
نسيج معقد من الأحداث التي قامت بها وحدة "سيرت متكال" وصولًا لتحطيمها على صخرة القسام الذي أثبت يقظته مسجلًا انتصارًا جديدا على العقل الصهيوني ضمن حرب العقول المشتعلة مع الاحتلال، إذ نجحت أجهزة أمن المقاومة في تحليل رموز وألغاز العملية الأمنية الفاشلة وتفكيكها وكشف خفاياها التي أذهلت الأمن الصهيوني وجعلته يشكل اللجان الأمنية لاستخلاص العبر والعظات من خسارته الفادحة في محاولة لترميم صورته المتحطمة في غزة في محاولة لاستعادة هيبة زعزعت أمام الجبهة الداخلية الصهيونية وأمام أجهزة المخابرات في المنطقة والعالم.
(6)
في الذكرى السنوية الثالثة لانتصار حد السيف الذي شكل فخرا وانتصارا للمقاومة الفلسطينية وبوابة لمرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، حازت المقاومة بذلك المزيد من ثقة الجبهة الداخلية لشعبنا ومزيدا من الالتفاف الوطني خلف خيار المقاومة، وانطلقت بذلك المقاومة نحو تفوق جديد مزق هيبة الاحتلال.