أتوجه لك أخي أبا العبد بداية بخالص الدعاء بالسداد والرشاد والتوفيق وأن يعينك الله على ما حملت من أمانة تجديد الثقة بقيادتكم من حركتكم وشعبكم. فهي والله عظيمة وثقيلة وأحسب أنها تأتي في مرحلة عصية ويزيدها عبئا أن الأمل منعقد كثيراً على حماس; فشعبنا يثق بكم ويبحث عبركم عن الضوء في نهاية نفق الاحتلال. كما أنه يتلمس القيادة التي تستحقه وتليق به وبقضيته وتضحياته في زمن أصاب التهتك مفاصل المؤسسات الفلسطينية، وتعيش القضية فصول قاسية في التآمر عليها ويحيا شعبنا في شتى أماكن تواجده بحثاً عن بارقة أمل وإشعاع نور يأخذه بيده إلى فلسطين المحررة وإلى حياة عزيزة كريمة.
إن المقاربة الوطنية الجامعة التي قدمتها عبر رؤية متماسكة متسلسلة تؤكد أنكم وبما تحملون من إرث الياسين على الجادة التي توحد ولا تبدد وتجمع ولا تفرق وتقدم دعوة وطنية فلسطينية خالصة تعيد الاعتبار للقدس بوصلة والمقاومة مسار والوحدة خيار والمشروع الوطني جامع وترميم البيت الفلسطيني شراكة.
وإني أدعو كافة الأطراف إلى التقاط هذه الدعوة الجامعة والبناء عليها. وفي ذات الوقت، أدعوكم عدم التمهل وإضاعة الوقت على قارعة الانتظار وإنما الدعوة إلى حوار وطني جامع وتدشين مرحلة "أيها الأحرار من أبناء فلسطين (اركب سفينة القدس)". ومخرجات هذا الحوار اعتماد برنامج سياسي وطني وتشكيل قيادة موحدة هدفها إجراء انتخابات مجلس وطني ممثل للشتات والداخل بشكل عادل ونزيه، ومن خلاله لاحقا تشكيل كافة الأجسام التمثيلية وإقرار خارطة طريق التحرير والعودة.
وعلى صعيدكم الحركي الداخلي فقد غدوتم عمود خيمة فلسطين ومعقد أمل التحرير والعزة، ولقد قضيتم دورة كاملة في قيادة حماس الطليعية مدتها 4 سنوات وخلالها تحققت أهداف عظيمة ولكن المشوار طويل والدرب صعب شائك. ربما أنك بحاجة إلى أن تقف من السنوات الأربع الماضية لإجراء جردة حساب مهني موضوعي على أساس من الأولويات والأهداف التي عملتم في تحقيقها للتحقق من المعطيات والواقع أين أصبتم وأين أخفقتم ولماذا؟ ومن ذلك استخلاص الدروس والعبر وأنصحك أن تكون قاسياً في الحساب حيث هذا يؤسس لمزيد من الإنجاز والنجاح، وان تعتمد إعادة الاعتبار للمشروع الوطني في القلب من همكم واهتمامكم وفق الرؤية الوطنية التي تقدمتم بها.
مجدداً نلت ثقة اخوانك، وتنال ثقة شعبك في رؤيتك الوطنية الجامعة، وأنتم تحملون تكليف دورة عطاء جديدة. والواقع كما هو فأنتم فريق إدارة أزمات في وقت استهداف متزايد عصيب حيث تضيق النوافذ وتوصد الأبواب ويشدد الحصار وتعظم المؤامرة فأنتم نحسبكم والله حسيبكم الماضون للقدس والتحرير رغم ما أصابكم من لأواء وجراح.
فلا تفقدوا بوصلة القدس وفلسطين ولا تنحرفوا عن الجادة مهما أصابكم من خطب أو أحاطت بكم الأزمات فإن القيادة الرسالية صاحبة الهم والرؤية تبقى عينها على الفنار مهما تعالت أمواج البحار.
والله معكم ولن يترك أعمالكم