دعا رئيس المؤتمر الشعبي الأول لفلسطينيي الخارج المؤرخ الفلسطيني د. سلمان أبو ستة لانتخاب مجلس وطني جديد، يقود الشعب الفلسطيني إلى الوصول لأهدافه الوطنية، وعلى رأسها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وقال أبو ستة في كلمته خلال الجلسة الأولى لمؤتمر "اللاجئون وتحديات العودة"، الذي نظمته دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس، في فندق الكومودور بمدينة غزة: "لا يمكن للفلسطينيين أن يطلبوا من العالم العربي والإسلامي، والعالم الحر المعونة، دون أن يرتبوا البيت الفلسطيني عبر انتخابات شاملة".
وانتقد غياب التمثيل الرسمي الفلسطيني عن الساحات الدولية منذ توقيع اتفاق أوسلو، والاعتماد في نقل الهم الفلسطيني على الزخم الشعبي للاجئين الفلسطينيين في الخارج، مشددًا على ضرورة عودة العمل السياسي الرسمي المقرون بالمقاومة التي هي حق مشروع للشعب الفلسطيني بموجب كل القرارات الدولية.
وأشار إلى ضرورة تعزيز التربية الوطنية في الأسرة والمدرسة والمجتمع في فلسطين للأجيال الجديدة، خاصة أنه بعد اتفاق أوسلو كانت هناك عملية ممنهجة لمسح الذاكرة الفلسطينية، داعيًا في الوقت ذاته لربط الأنشطة الوطنية الفلسطينية مع العالم العربي والإسلامي والحر.
ورأى أن حق العودة هو الصخرة التي تتحطم عليها كل مشاريع الاعتداء على الشعب الفلسطيني، مشيدًا بصموده خلال الـ73 عامًا الماضية إذ لم تشعر (إسرائيل) خلالها يومًا بالراحة، "رغم أن الصهيونية ارتكبت بحقه كل أنواع جرائم الحرب، ومنها حرب محو الجغرافيا والآثار والتاريخ والحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية والقانونية، والحصار".
الطريق صعب
ورأى أبو ستة أن استعادة الحقوق الفلسطينية أمر ليس بالسهل مع سيطرة الحركة الصهيونية على الغرب بأكمله، مضيفًا: "نحن نحارب الاستعمار الغربي كله، وفيه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، مع تخلي العرب عنا".
وأشاد بصمود غزة التي تدافع عن الوطن بأكمله، فهي -تبعًا لوصفه- الشوكة في حلق الاستعمار الغربي بأكمله، قائلًا: "إن غزة البقعة الوحيدة في فلسطين التي لم ترفع علمًا غير علم فلسطين، ومع أن مساحتها لا تتجاوز 1.3% من مساحة فلسطين هي تمثل حاليًّا العنوان لفلسطين في التصميم والإرادة والمقاومة".
وأشار إلى أن غزة شهدت ميلاد أول حركة فدائيين لمقاومة الاحتلال عام 1948، من غزة للخليل، وأول مقاومة للتوطين برفضها مشروع التوطين في شمال غرب سيناء بين عامي (1954 و1955)، وشهدت تشكيل أول مجموعات تنظيمية للفلسطينيين، وأول مجلس انتخابي فلسطيني عام 1962.
وذكر أبو ستة أن من غزة خرج أول تمثيل رسمي للشعب الفلسطيني للأمم المتحدة عام 1962م، فكان قبلها يمثلهم العرب فيها، أيضًا معظم الأعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية التي شكلت عام 1964م كانوا من غزة.
وعرض المؤرخ الفلسطيني عددًا من الخرائط للأراضي الذي احتلها اليهود حتى في حضور الجيش البريطاني المكلف بحماية السكان والأراضي التي تقع تحت انتدابه، وقدّم خرائط لـ220 قرية فلسطينية هجرت بوجود الجيش البريطاني وقبل إعلان قيام (إسرائيل).
واستعرض أبو ستة المذابح التي قامت بها العصابات الصهيونية لإجبار السكان على الرحيل، حينما نفّذوا 156 مذبحة، وعندما أعلنت (إسرائيل) قيامها كانت دماء الفلسطينيين لم تجف في مذبحة برير قبل 10 ساعات من إعلان قيامها، وبعد 12 ساعة من مذبحة قرية شوشة.
العودة ممكنة
وحسب إفادة المؤرخ أبو ستة "إن جنوب فلسطين كان يضم نحو ربع مليون فلسطيني في 247 قرية مقابل 3000 يهودي قبل أن تدخل الجيوش العربية للإنقاذ المزعوم؛ لذلك لم يتمكن اليهود إلا من السيطرة على بقعة شمال فلسطين في يافا".
ولفت إلى أنه بدلًا من أن تحافظ الجيوش العربية على الأراضي العربية في فلسطين سلمت ما تبقى من أرض فلسطين لليهود، تحت ستار الهدن المتعاقبة أو بحجج اختراق حزام دفاعاتهم.
وأشار أبو ستة إلى أن نصف القرى الفلسطينية حتى اليوم خالية من السكان والنصف الآخر فيها (كيبوتسات)، لكنها جميعًا تحت السيطرة الصهيونية العسكرية.
واستطرد: "لذلك لو قدر لشعبنا العودة فسيعود إلى قراه وهي فارغة من السكان، فالعودة ممكنة لأراضي الـ48 من فلسطين المحتلة، لأنها غير مأهولة بالسكان".
وأضاف: "اليهود كافة يعيشون في 12% من فلسطين المحتلة، وسكان الجليل نصفهم أصلًا هناك، وعودة البقية سهلة".
واستعرض أبو ستة عددًا من أسماء القرى المهجرة وكيف غيّر الاحتلال معالمها في حين خرائطها وأسماؤها موجودة؛ قائلًا: "ولو قدرت لنا العودة فاستعادة مخططات القرى والأملاك متاحة وسهلة".