حققت الخدمات الإلكترونية في الفضاء السيبراني استخدامًا شاسعًا لدى الاحتلال، فدخلت في الصناعات والمستشفيات وشركات المياه والكهرباء والمنظومات العسكرية التي تستخدمها اليوم، وبات الأمن السيبراني مرتبطًا ومؤثرًا في الحياة الاقتصادية وأصبح للأمن السيبراني أبعادًا مؤثرة في الأمن القومي .
ففي الوقت الذي ما تزال الجرائم الصهيونية تتصاعد ضد شعبنا، وفق الله المقاومة للدخول الى ميدان جهاد جديد مهم وفعال في الصراع مع الاحتلال فعملت المقاومة على استغلال التقنيات الحديثة بطريقة تمكنها من استكمال معركتها مع الاحتلال بأساليب جديدة فكان الجهاد السيبراني هذا الميدان الذي أحدث انتصارات جديدة وغائرة في الأمن الصهيوني من خلال إلحاق أضرار بالمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية، ما زال جانب كبير منها طي الكتمان، وهو ما سنشهد آثاره في قادم الأيام.
رأينا بعضًا من آثار الجهاد السيبراني خلال معركة سيف القدس وبعدها من خلال وصول المقاومة لآلاف البيانات المتعلقة بجيش الاحتلال وعناصره المشاركين وإرسال رسائل تهديد لهم بالإضافة إلى تعطيل بعض الأنظمة العسكرية، وحاول الاحتلال من خلال المزيد من القتل والجرائم الإرهابية ضد المدنيين التغطية على فشله لإظهار نفسه في مظهر المنتصر.
قبل أيام وفي إطار الجهاد السيبراني المتواصل هاجمت مجموعة هاكرز تدعى بلاك شادو شركات إنترنت ونظم معلومات صهيونية، منها شركة cyberserve وتمكنوا من سحب معلومات شركات وجمعيات وشخصيات صهيونية، فرغم التطور الأمني في دول الاحتلال وتطويرها نظم تجسس عالمية مثل ما قامت به شركة (nso) الصهيونية التي طورت برنامج التجسس على الجوالات المعروف باسم بيغاسوس الذي تجسس على هواتف آلاف الصحفيين والدبلوماسيين والإعلامين وشخصيات دولية مرموقة عالمياً، رغم كل هذه الإمكانيات التي تمتلكها دولة الاحتلال، ما يزال الجهاد السيبراني سيفًا فعالًا في الهجوم على الاحتلال، وهو ما اعترف به مراقب دولة الاحتلال بحسب صحيفة يديعوت أحرنوت بأن الدولة ليست مستعدة لهجمات سيبرانية.
إن دولة الاحتلال في كل مفاصلها التجارية والاقتصادية والأمنية باتت اليوم تحت ضربات المجاهدين سيبرانيا بالإضافة إلى الجنود الميدانيين، فأصبح الجهاد السيبراني تهديدا جديا وحقيقيا هائلا للمؤسسة الأمنية الصهيونية، وهو ما يرعب الاحتلال بأن المقاومة الآن باتت تمتلك جيشاً إلكترونياً يشكل حالة فزع للمنظومة الأمنية الصهيونية في حال نشوب أي صراع جديد، فالهجوم السيبراني قادر على أن يحقق ما يوازي ألف صاروخ ، المجاهدون السيبرانيين يملكون تعاطفا من أحرار العالم ومجموعات تناصر الشعب الفلسطيني وجهاده العادل لاستعادة حقوقه.
وباعتراف الإعلام الصهيوني فإن مجموعة هاكرز (متا موشيه) حققت وصولا لكم هائل من البيانات والمخططات بمشاركة مجموعات تدعم محور المقاومة، وهو ما سيكون له آثاره في صياغة خريطة المعركة القادمة، وسيؤثر فيما تسمى خطة تنوفا التي أسسها رئيس الأركان الصهيوني كوخافي، حيث تشير المعلومات أن ما يزيد على 700 موقع أمني وعسكري ستكون أهدافا محتملة في أي حرب قادمة، في الوقت الذي لا تزال دولة الاحتلال تعاني خسائر كبيرة أحدثتها المقاومة في المنظومة الأمنية الصهيونية خلال معركة سيف القدس التي شكلت جرحا غائرا في الوعى الصهيوني.
على مدى سنوات، نجحت المقاومة في تحقيق خسائر مادية ونفسية في المجتمع الصهيوني، ودون مبالغة فإن ما سيحققه الجهاد السيبراني من انعكاسات على الجبهة الداخلية لدى الاحتلال سيكون أضعاف ما حققته المعارك التقليدية التي نفذها المجاهدون ضد الاحتلال، وسيتطور ليشكل تأثيرا واضحا في الصراع سيصل في مراحله إلى هرب المحتلين من دولة الاحتلال في ظل عدم توفر الأمن ميدانيا؛ فالعمليات الفردية تلاحقهم في المدن وأماكن وجودهم، وعسكرياً المقاومة بقدراتها المتنوعة تذيقهم الموت، وسيبرانياً المجاهدون سيلحقون بهم الخسائر المؤلمة والموجعة. هذه النجاحات ما هي إلا تراكم لقوة المقاومة. والشكر كل الشكر لمن يدعم المقاومة شعبياً ورسميا، إسلامياً وعربياً وعالمياً.