فلسطين أون لاين

​"عملية القدس ".. رسالة مكتوبة بالدم تؤكد استمرار "الانتفاضة"

...
الاحتلال يجدد إجراءاته الأمنية عقب عملية القدس (أ ف ب)
القدس المحتلة / غزة - يحيى اليعقوبي

مثلت العملية التي نفذها ثلاثة فلسطينيين بالقدس المحتلة، كما يرى محلل وباحث فلسطينيان، ضربة قاصمة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية وهي رسالة مكتوبة بالدم، بأن الإعدامات المتواصلة من جيش الاحتلال لن تثني الشباب الفلسطينيين عن مواصلة المسيرة الكفاحية والجهادية، مؤكدين أن العملية دليل على فشل محاولات وأد الانتفاضة.

وقتلت مجندة إسرائيلية وأصيب آخرون بعمليتي طعن وإطلاق نار بموقعين مختلفين بالقدس مساء أول أمس، فيما جرى استهداف المهاجمين الثلاثة فاستشهدوا جميعا.

وتوقع المختصان زيادة العمليات المقاومة سواء الفردية أو الجماعية خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يدلل أن هناك توجها لدى الشباب الفلسطيني لمواصلة عمليات المقاومة، سواء بالطعن أو إطلاق الرصاص، مبينين أن ذلك دلالة على أن انسداد الأفق السياسي في الساحة الفلسطينية يولد الانفجار.

الكاتب والمحلل السياسي كمال علاونة عد العملية ضربة لمنظومة الأمن الإسرائيلية في القدس المحتلة التي يعتبرها المربع الأمني له، وضربة أخرى لاقتصاد الاحتلال بعد أن أصدر الاحتلال ربع مليون تصريح لمواطنين فلسطينيين يسمح لهم بدخول مدن الداخل المحتل عام 1948م.

وقال علاونة لصحيفة "فلسطين": "إن التقديرات الإسرائيلية توقعت أن ينفق الفلسطينيون نحو 100 مليون شيكل خلال الفترة المتبقية من شهر رمضان، خلال التحضير لاستقبال عيد الفطر المبارك"، مشيرا إلى أن الأسواق الإسرائيلية استعدت لاستقبال عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

وأعلنت شرطة الاحتلال عن مصادقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على توصية وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، ومسؤول الشرطة روني الشيخ، بإلغاء تصاريح دخول العوائل الفلسطينية إلى أراضي الـ48 فورًا، والإبقاء على تصاريح الصلاة في المسجد الأقصى يوم الجمعة، تحت إجراءات وحراسة مشددة.

وتحمل العملية عدة رسائل، وفق المحلل السياسي، الأولى لحكومة الاحتلال بأن حرمان الفلسطينيين من دخول القدس والمسجد الأقصى لن يثنيهم عن تنفيذ عمليات بالقدس، ورسالة للعالمين العربي والإسلامي والمجتمع العالمي الذي يصمت على حصار الشعب الفلسطيني بالضفة والقدس وغزة.

وتدلل العملية كذلك - بحسب علاونة- على أن الشباب الفلسطيني يستطيعون التضحية بالنفس من أجل القدس وفلسطين، مبينا، أن ما يجري ردة فعل على عنجهية وقمع الاحتلال، المتمثلة في مداهمة البيوت والاقتحامات المستمرة لمدن الضفة المحتلة وأهمها: بيت لحم ونابلس والخليل والأحياء العربية بالقدس المحتلة، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة عمليات فردية وجماعية مقاومة للاحتلال .

مدير مركز إعلام القدس محمد صادق يؤكد أن عملية القدس دليل على استمرار الانتفاضة، معتبرا العملية ردا طبيعيا على انتهاكات الاحتلال في المدينة المقدسة.

وقال صادق لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال يشن حربا بلا هوادة على مدينة القدس، لمحاولة إيقاف الفلسطينيين عن واجبهم تجاه المدينة المقدسة",

وتابع "بأنه كلما تصاعدت انتهاكات الاحتلال يكون هناك رد فلسطيني وإن كان لا يوازي تلك الانتهاكات ولكنه يبين أن هناك شبانا يرفضون التطبيع والتعايش مع الاحتلال"، مؤكدا أن محاولات وأد الانتفاضة الحالية لا تنجح إلا في حالة انسحاب الاحتلال من كامل المدينة المقدسة.

وأشار إلى انتهاكات الاحتلال الأخيرة في المدينة المقدسة، بمنع الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة، وإغلاق المسجد الأقصى أمام المقدسيين بحجة أن هناك من يعتزم افتعال مواجهات منهم، لافتا إلى أن الاحتلال يواصل تنفيذ مخططاته بالسيطرة على كامل المدينة.

لكن في المقابل، تأتي العمليات المقاومة، وفق صادق، بالإضافة إلى المواجهات شبه اليومية من الشباب الفلسطينيين مع قوات الاحتلال بالمدينة لوقف تلك المخططات وإفشالها، مبينا أن الاحتلال كان يعتزم فصل حي سلوان والعيسوية خارج القدس المحتلة.

كذلك يسعى الاحتلال، تبعا لكلام مدير مركز إعلام القدس، بأن يكون هناك 10 ملايين سائح سنويا في المدينة المقدسة، بعد أن شكل لجنة خاصة لإحداث تقارب مع الدول العربية لإصدار فتاو تلغي تحريم الصلاة بالمسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال، معتبرا أن العمليات المقاومة تضرب هذه المساعي فضلا عن ارهاقه ماليا واقتصاديا.

وتابع: "كلما زاد الاحتلال من قبضته كان هناك ردة فعل من المقدسيين والفلسطينيين والمواجهات المباشرة مع الاحتلال".

ورأى صادق أن الاحتلال سيعيد حساباته، بعد أن اعتقد أن المدينة تحت سيطرته، معتبرا أن العملية دللت على وعي الشباب الفلسطينيين لما يحدث، وأن مطلبهم هو تحرير القدس، معتبرا أن أصغر طفل مقدسي يواجه الاحتلال هو من يقرر ما يجب فعله تجاه الاحتلال، وكذلك كل عربي ومسلم مؤمن بالإسراء والمعراج .