فلسطين أون لاين

بينيت ولابيد: زلة لسان أم تسريب مقصود؟

فاجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الأوساط السياسية والحزبية الإسرائيلية بتفاصيل محادثة مغلقة أجراها مع مقربين منه، توقع خلالها فشل اتفاق التناوب على رئاسة الحكومة مع وزير خارجيته، يائير لابيد، قائلا: إن "هناك احتمالا كبيرا بأن التناوب لن يتحقق، وأقدر أنه لن يتمّ"، معللا ذلك باحتمال أن تتفكك الحكومة بين تمرير الميزانية وموعد التناوُب.

سرعان ما صدرت ردود الفعل الإسرائيلية حول هذا التسريب، الذي لم يعرف بعد إن كانت زلة لسان من بينيت، أم تسريبا مقصودا يراد منه إرسال رسائل لأوساط أخرى في الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، التي تتطلع لليوم الذي تنهار فيه هذه الحكومة، وتتم الدعوة لانتخابات جديدة.

صحيح أن حديث بينيت حول عدم اليقين بشأن استمرار الحكومة حتى 2023 يشكل مدار حديث العديد من المحللين الإسرائيليين المنشغلين بالشئون الحكومية والحزبية على مدار الساعة، لكن ذلك شيء، وأن يصدر التقدير عنه شخصيا شيء آخر، لأنه يكشف عن تطلعات شخصية بخديعة متوقعة لشريكه لابيد، بعدم تمكينه من الوصول إلى مقعد رئاسة الحكومة في التاريخ المتفق عليه بعد أقل من عامين.

ليس سراً أن الحكومة الإسرائيلية القائمة أدق ما توصف به أنها "هشة"، وتسير على أقدام ضعيفة، ويمكن لأي عاصفة سياسية داخلية أو خارجية أن تعلن انهيارها، ما يعزز من التوقعات التي حملها تسريب بينيت، ويجعل بقية الشركاء داخل الائتلاف الحكومي، أو الخصوم في مواقع المعارضة، في حال تأهب وجهوزية واستنفار على مدار الساعة، تحضيرا لتلك الساعة الموعودة التي يعلن فيها عجز الشركاء عن الاستمرار في هذا الموكب الحكومي.

في الوقت ذاته يعلم شركاء الائتلاف الحكومي، وتحديدا بينيت ولابيد أن أي إعلان لوفاة حكومتهما يعني بالضرورة عودة لخصمهما اللدود بنيامين نتنياهو، الذي "يسن سكاكينه" للانقضاض عليهما، ويطوي صفحتهما، الأمر الذي يجعلهما في حالة اندماج قسري، حتى لو تباعدت مواقفهما السياسية والشخصية، لأن البديل في هذه الحالة أن يعودا إلى صفوف المعارضة في أصعب الأحوال، أما في أحسنها فقد يضمهما نتنياهو في حكومته القادمة وزيرين مهمشين.

على الرغم من ذلك، ومع علم بينيت ولابيد بهذه النتيجة المتحققة لمصيرهما المحتوم، في حال انفرط عقد الائتلاف الحكومي، لكن ذلك لا يعني أن تحصل حكومتهما على بوليصة تأمين، بموجبها تقضي ولايتها القانونية الكاملة لأربع سنوات، لأن التغذية الراجعة من تجارب الحكومات الإسرائيلية تشير إلى أن انهيارها أمر سهل التحقق تحت دوافع شخصية أو حزبية أو سياسية، بحيث يتم التداعي لانتخابات مبكرة، وهلم جرا!