دعا متحدثون المقاومة الفلسطينية لفرض معادلة جديدة تضمن للأسرى حريتهم وكرامتهم وسلامتهم الصحية، خاصة الأسرى الستة المضربين عن الطعام لأكثر من مئة يوم.
وأكد المتحدثون خلال وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين، نظمتها جمعية واعد للأسرى والمحررين صباح أمس، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، بضرورة زيادة الحراك الفعلي في الميدان لدعم وإسناد الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.
وشددوا على ضرورة المشاركة المجتمعية على كل المستويات لإيصال صوت الأسرى ومعاناتهم للعالم بأسره.
دعم وإسناد
وحذر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حازم قاسم، الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في التنكر لحقوق الأسرى في سجونه، وأن عليه أن يتوقع أي فعل من المقاومة في حال استمرار هذا الصلف في التعامل مع مطالب الأسرى الذين يعتبرون عمود خيمة الحركة الوطنية الفلسطينية.
وقال قاسم في تصريح لصحيفة "فلسطين": "لن نسمح بأي حال من الأحوال استمرار هذه الهجمة على الأسرى ولن نتركهم ليستفرد بهم الاحتلال لوحدهم".
وأضاف: "الأسرى عامة والمضربون عن الطعام خاصة، يحتاجون إلى التفاعل الكبير على المستويات كافة من مكونات الشعب الفلسطيني، وأن المطلوب مضاعفة الجهود خاصة أن الأسرى دخلوا مرحلة الخطر والأمر يتطلب تكثيف الجهد الجماهيري والشعبي لإسناد الأسرى".
وبيّن قاسم أن الأسرى يخوضون حرب إرادات بينهم وبين إدارة السجون وأن الاحتلال يحاول أن يُوصل الأسرى إلى مرحلة اليأس عبر إهمالهم وتجديد الاعتقال الإداري لهم، مستدركًا:" ولكن الأسرى قادرون على فرض شروطهم على الاحتلال".
وشدد قاسم على ضرورة تكثيف ومضاعفة حالات الإسناد والدعم للأسرى عبر فعاليات مستمرة ومتواصلة على المستوى الشعبي، الجماهيري، الدبلوماسي، الرسمي والإعلامي حتى تظهر قضية الأسرى لجميع أنحاء العالم وليس فقط على المستوى الفلسطيني.
مسئولية كبيرة
وأوضح المتحدث عن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، نشأت الوحيدي أن كل الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام يقعون تحت مقصلة السياسات العدوانية الإسرائيلية، وهو ما يستدعي وقفة جادة ومسؤولة على الصعيد الدولي والإنساني وليس على المستوى الفلسطيني فقط.
وبيّن في كلمة له خلال الوقفة التضامنية، أن الاحتلال يمتلك هذه السجون، الجنود والعتاد ولكن الشعب الفلسطيني يمتلك جنرالات الصبر والتضحية والقادة الأبطال الذين يقفون في الخندق المتقدم لمقارعة الاحتلال، ولا مجال لأن يكيل العالم بمكيالين ويساوي بين الضحية والجلاد.
ودعا الوحيدي جميع المؤسسات الفلسطينية العاملة في شؤون الأسرى لتقديم الدعم والإسناد لهم، في ظل الصمت الواضح والعجز الكبير للمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والجمعية العامة لحقوق الإنسان وغيرها، بتوفير الحماية للأسرى المضربين عن الطعام والمرضى في سجون الاحتلال".
دور المقاومة
بدوره، قال الأسير المحرر مصطفى المسلماني: "إن الأسرى في سجون الاحتلال يحتاجون إلى خطوات قوية للمقاومين في ساحات الميدان إلى جانب الشعارات والخطب الرنانة والفعاليات الميدانية، لأن الاحتلال لا يستمع إلا لصوت القوي".
وأضاف في كلمة له: "إن هذه التحركات يجب أن تنسجم مع تضحيات الأسرى في سجون الاحتلال الذي تلاحقه الهزائم من كل مكان، التي كانت واضحة في معركة سيف القدس، وتلته عملية نفق الحرية، وانتصار الشيخ جراح والكثير من المواجهات المباشرة".
وأكد المسلماني أن هذه المواجهات جعلت الاحتلال عاجزًا عن مواجهة المناضلين الذين واجهوا سياسة الاعتقال الإداري، لذلك يسعى الاحتلال لكسر الأسير الفلسطيني بكل الطرق لإضعافه وجعله عاجزًا عن تحقيق أي انتصارات.
وبيّن أن أوضاع الأسرى المضرين عن الطعام صعبة وقاسية للغاية والاحتلال يرفض التعاطي معهم لكسر إرادتهم، مؤكدًا أن الأسرى المضربين الستة حتمًا سينتصرون بمعركتهم كما انتصر الآخرون.
ونبه إلى أن الأسرى اليوم بأمس الحاجة لأن يلتف الجميع حول قضيتهم والتي تواجه هجومًا شرسًا من إدارة السجون وحكومة الاحتلال التي تشرع القوانين والقضايا التي تمس حياة الأسرى وحقوقهم وخاصة ملف الأسرى المرضى.
وناشد المقاومة بالضغط على الاحتلال وملء الشوارع والساحات بالمؤيدين والمناصرين للأسرى مما سيضغط على المؤسسات الحقوقية والدولية لاتخاذ حراك جاد بشأنهم.