فلسطين أون لاين

"فلسطين سيدة الأرض".. مبادرة تعزز انتماء "طالبات الثانوية" للوطن

...
تصوير/ رمضان الأغا
غزة/ هدى الدلو:

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" قالها الشاعر محمود درويش، لتبقى فلسطين حاضرة في القلوب على الرغم من الدمار والحروب، إذ تشارك طالبات الثانوية في مباردة "فلسطين سيدة الأرض".

ولم يمنع انشغال الطالبة ندى المدهون في الدراسة استعدادًا لامتحان الثانوية العامة، من المشاركة في المبادرة، التي تقول إنها وجدت نافذة للاستزادة معلوماتيًا عن فلسطين.

وترفع الطالبات في المبادرة التي أطلقتها مدرستهن أسماء مشتهى لافتات داخل فصولهن الدراسية تؤكد هوية فلسطين، كتب على بعضها: "فلسطين بلادنا.. فيها وجدنا منذ فجر العمر"، "سنعيش صقورًا طائرين وسنموت أسودًا شامخين وكلنا للوطن وكلنا فلسطين"، وأخريات رفعن صورًا لمدن وقرى فلسطينية.

وتقول المدهون إنها تعرفت من خلال المبادرة على العديد من الأماكن الأثرية التاريخية في فلسطين.

وتلفت إلى أن الأسلوب القصصي حول المدن والمواقع الأثرية وما حدث فيها ومن تعاقب عليها جذبها للمبادرة أكثر من القراءة المنفردة عنها، متمنية أن تستمر مدة أطول، وتشارك فيها كل الطالبات.

وتشير المدهون إلى أن المبادرة ضمت العديد من التخطيطات التي كنّ يرغبن في تطبيقها كزيارة الأماكن الأثرية ولكن تم تقليص بعض النشاطات بسبب جائحة كورونا.

أما الطالبة إسراء العرايشي التي كانت ترفع صورة لمدينة أريحا، فتقول إن المبادرة أضافت لها معلومات عن فلسطين لجهلها ببعضها، ونمت حبها لها.

وتضيف: "عززت المبادرة لدي الكثير من المعلومات، وصححت بعضها، والجميل أنها كانت ضمن الدوام المدرسي، ولم تشكل عبئًا إضافيًّا علينا بصفتنا طالبات ثانوية".

تعزيز الانتماء

من جهتها توضح صاحبة مبادرة "سيدة الأرض فلسطين" المعلمة أسماء مشتهى، أن الفكرة جاء إيمانًا منها بضرورة أن يعرف الطلبة كل ما يتعلق بوطنهم فلسطين ويجعلهم أكثر انتماء له.

وتعمل مشتهى في سلك التعليم منذ عام 2013، بتدريس مادة الجغرافيا لمرحلة الثانوية في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات، وراودتها الفكرة خلال اطلاعها على نشرة واردة من وزارة التربية والتعليم تتعلق بمبادرة المعلم القيمي، "فتشجعت لاختيارها فكرة تناسب مجال تخصصي، وربطها بالمنهاج الدراسي".

وتوضح أن تقوية انتماء الطالبات لفلسطين يعد أحد أهداف المبادرة، إلى جانب زيادة التمسك بها في ظل الحروب والحصار الذي تتعرض له منذ سنوات طويلة، إضافة إلى تعريف الطالبات بالأماكن الدينية والأثرية السياحية في فلسطين.

وتشير مشتهى إلى أن من أهدافها أيضًا زيادة المعلومات عن جغرافيا فلسطين وتاريخها لدى الطالبات، وتعليمهن رسم خريطة فلسطين بشكل متقن وصحيح، إضافة إلى زيادة وعيهن تجاه الوطن عن طريق إحياء ذكرى بعض المناسبات الوطنية وتذكيرهن بها، وتحفيزهن على جمع معلومات عن مدن وقرى فلسطينية، وتقوية اعتزازهن بالتراث الفلسطيني والحفاظ عليه، وتشجيعهن على عمل زيارات عائلية إلى الأماكن الأثرية والتاريخية.

وتبين أن المبادرة ضمت عدة أنشطة مختلفة منها عمل فيديو توضيحي لرسم خريطة فلسطين وتعليم الطالبات كيفية رسمها على دفاترهن وتحديد مواقع المدن والقرى بشكل صحيح، وزيارة بعض الأماكن الأثرية على أرض الواقع والتعرف على تاريخها، واستضافة شخصيات أكاديمية تتحدث عن تاريخ فلسطين وجغرافيتها، وعمل استبانة للطالبات تضم معلومات عن فلسطين تقيس كمية المعلومات التي تعرفها الطالبات عن وطنهن.

وتلفت مشتهى إلى توزيع المدرسة نشرة توعوية على طالبات الثانوية تضم معلومات عن أبرز الأماكن الأثرية، والأسماء الكنعانية للمدن الفلسطينية، والموقع الجغرافي لفلسطين وتاريخها، وتفعيل الإذاعة المدرسية، وغيرها.

وتتمنى توسيع نطاق المبادرة بحيث لا تكون مقتصرة على غزة فقط، بل تشمل أيضًا الأماكن الأثرية في الضفة الغربية بحيث تتعرف وطالباتها على القرى والمدن هناك.