ولاية نيويورك توقف استثماراتها في شركة (يونيليفر) الأمريكية، لأن الشركة تقاطع منتجات المستوطنات. أو ترفض بيع منتجها في المستوطنات. القصة بحيثياتها تقول: إن صندوق التقاعد في الولاية يستثمر في شركة (يونيليفر) المالكة لكثير من الشركات ومنها "بن آند جيريس" (مئة وأحد عشر مليون دولار)، وقال بيان مراقب ولاية نيويورك: إن الشركة تشارك في حركة مقاطعة بضائع المستوطنات المعروفة (بي دي إس). وهذه المقاطعة تستهدف عزلة (إسرائيل). ومن ثمة شكرت دولة الاحتلال على لسان السفير جلعاد آردان سفير الدولة في الأمم المتحدة حاكم الولاية والولاية، متهمًا الشركة (بمعاداة السامية)، وهي التهمة القديمة المتجددة التي تلصقها دولة الاحتلال بكل من ينتقد (إسرائيل) والمستوطنات، لا سيما في أمريكا ودول الغرب.
إن تيار مجموعة (بي دي إس) لا يستهدف مقاطعة (إسرائيل)، بل مقاطعة منتجات المستوطنات، بناء على قرارات الشرعية الدولية التي تجرّم الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وهي مجموعة تبحث عن العدالة للفلسطينيين، ويقوم عملها على الإقناع وحرية الاختيار، وهي لا تملك أدوات ضغط وإكراه، ولأنها تنظر للموضوع من زاوية إنسانية بحثًا عن العدالة للجميع، انضم إلى التيار جماعات مختلفة في أمريكا والبلاد الأوروبية.
شركة (يونيليفر) الأمريكية ليست شركة عربية، ومجموعة (بي دي إس) ليست مجموعة عربية، ومع ذلك فهما يريان أن مقاطعة منتجات المستوطنات خطوة اقتصادية للضغط على دولة الاحتلال لإيقاف الاستيطان، بينما نجد دولًا عربية -وهذا مؤسف- تشتري منتجات المستوطنات دون أن يرف لها جفن، ونجد جيوشًا لدول عربية تشارك في مناورات وتدريبات (العلم الأزرق الجوية) التي تنفذها دولة (إسرائيل) في كل عام بمشاركة عدد من الدول. في هذا العام تمكن مصور ألماني من إثبات مشاركة الطيران الأردني في هذه التدريبات من خلال نشر صور للطائرة الأردنية المشاركة.
الربط بين الموضوعين في هذا المقال يستهدف مناشدة قادة البلاد العربية بوقف هذه المشاركات التي تخدم دولة الاحتلال، مع مطالبتهم بالأخذ بموقف مجموعة (بي دي إس) على الأقل، وذلك أضعف الإيمان. إن المشاركة العسكرية في التدريبات مع المحتل، والمشاركة الاقتصادية معه، فيهما عناصر تدعم الاحتلال، وتشجع (إسرائيل) على مواصلة الاستيطان، وعدم الالتزام بالقرارات الأممية، نحن لم نعد نسألكم تحريرنا، بل نسألكم عدم مساعدة المحتل على مواصلة احتلالنا.