قال نائب رئيس حركة فتح السيد محمود العالول ردًّا على سؤال يتعلق بترتيب البيت الداخلي في ظل انعدام الأفق السياسي مع الاحتلال إنَّ "القيادة" ستشكل لجنة للحوار مع المجتمع المدني، وأخرى للحوار الداخلي مع قوى وفصائل منظمة التحرير، ومن ثم الانطلاق بحوارات تشمل الكلَّ الفلسطيني.
أعتقد أنني ولأول مرة أتفق مع السيد عزام الأحمد على جملة قالها بخصوص الحوار الداخلي من أجل إنهاء الانقسام، وهو أنه لم يعد هناك أي مجال لحوارات جديدة بل لتطبيق ما اتُّفق عليه، فالوضع الفلسطيني برمته لا يمكن أن يتعلق بحالة المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، فإن تحسنت العلاقة وضعت المصالحة والوحدة وتطلعات شعبنا على الرف، وإن ساءت حالة المفاوضات كما هي الحال يتم استحضار الحوارات الداخلية والانفتاح على حركة حماس ليس أكثر من ورقة استُخدمت مرات عديدة من أجل الضغط على الجانب الإسرائيلي، وهذه حقيقة لم تعد خافية على أحد.
لا شك أن الحوار بين فتح وحماس يتأثر بما يملكه كل طرف من أوراق، ولا تتردد حركة فتح ولا حركة حماس في استغلال أوراق الضغط، وأقول ذلك دون تحيز لأي طرف، حماس قبل معركة سيف القدس قدمت الكثير من التنازلات حتى تم التوافق على إجراء انتخابات عامة بالشروط التي طلبتها حركة فتح وبقية فصائل منظمة التحرير ومع ذلك تم إلغاؤها، ولكن بعد انتصار المقاومة في معركة سيف القدس تغير موقفها من الحوار الداخلي بشكل جذري، حيث أعلنت أكثر من مرة أن إصلاح البيت الداخلي لا بد أن يبدأ من إعادة تأهيل منظمة التحرير وليس من إجراء الانتخابات العامة لأنها لم تعد تثق بإمكانية حدوثها أو ما قد يحدث بعدها إن حصلت، فهي إذن تريد حسم أمر منظمة التحرير بالانتخابات أو بالتوافق خطوة أولى، لأن قيادة المنظمة هي التي تتحكم بمجريات الأمور وتعد نفسها المرجعية الأولى لكل السلطات الفلسطينية ومنها السلطة التشريعية.
قوة حماس التفاوضية حاليا تنبع من الواقع الجديد الذي فرضته المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي، وبعد المعادلة الجديدة التي فرضتها عليه في القدس والضفة وفي كل المناطق، وهذا يعني أن المقاومة لم تعد حبيسة قطاع غزة المحاصر، ولم تعد تنفع مقولة: "اللي عند أهله على مهله"، أي أن دولة الاحتلال أصبحت ملزمة بإنهاء الحصار وكف يدها عن المقدسات والمقدسيين، وكذلك كف بطشها عن الضفة والمناطق المحتلة عام 48 وعن الفلسطينيين في سجونها، وهذا يعني أن حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة لديهم القدرة على تغيير الواقع دون مصالحة ودون توافق مع منظمة التحرير، ولذلك تصبح المصالحة مطلبًا داخليا لترتيب البيت الفلسطيني وليس من أجل استمرار المقاومة التي تمضي بها ودونها.
أما بخصوص قيادة منظمة التحرير فلا أعلم أي أوراق ضغط تملكها حاليا للضغط على حماس أو حتى على العدو الإسرائيلي، وأنا أنصحها باستئناف عملية الانتخابات التي تعطلت -في حال قبلت حماس- لأن الوقت لا يلعب لصالحها على الإطلاق.