فلسطين أون لاين

​في أمريكا.. أحياء ومطاعم عربية وشوارع مزينة بفوانيس رمضان

...
غزة - رنا الشرافي

لا شيئ في الدنيا يضاهي أن تنقل وطنك خارج الحدود، وتنقل معالمه، ليس لمطمعٍ بل بدافع الخلق والوطنية والانتماء للأرض والرغبة في تعويض "بعض" من رائحة الوطن.

كارولين عساف، فتاة فلسطينية ولدت في الولايات المتحدة الأمريكية، تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وتدرس الطب حاليا سعياً منها لتحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة أطفال، ترسم البسمة على وجه كل طفل.

أجواء عربية

عن أجواء شهر رمضان في الولايات المتحدة تقول:" أجواء شهر رمضان هنا في المنطقة التي أعيش فيها جميلة جداً، فهذا الحي عربي ويعيش فيه الكثير من الفلسطينيين، كما يوجد فيه العديد من المطاعم العربية والأضواء الملونة والفوانيس الرمضانية تزين الشوارع".

وتابعت:" الصيام في ظل هذه الأجواء ليس صعباً، قد أشعر ببعض الغرابة عندما أكون في الجامعة بسبب أن من حولي يأكلون ويشربون بشكل طبيعي بينما أنا صائمة، ولكننا تعودنا وما يزيد الأمور تيسيراً شعور الطمأنينة والراحة الذي يرافق صيام رمضان".

وأوضحت أن المشاعر الرمضانية تدفع النفس على المثابرة وتزيد من تعلق الإنسان بربه وإصراره على صيام شهر رمضان تقرباً إلى الله، مشيراً إلى أن منطقة سكنها فيها العديد من المساجد العربية والتركية والتي يذهبون إليها لأداء صلاة التروايح.

وأفادت أن هذه المساجد هي بمثابة قِبلة للمسلمين من كل الثقافات و الجنسيات يقصدونها لأداء الصلاة وقد يبقون فيها طوال الليل لإقامة ليالي رمضان وقراءة القرآن، وخاصة في العشر الأواخر منه.

وأعربت "عساف" عن سعادتها بهذه الأجواء والتي تجد فيها تعويضاً ولو بسيطا عن رمضان فلسطين التي زارتها ومكثت فيها خمس سنوات متواصلة قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة من جديد.

وعن الإفطارات الجماعية التي تنظمها بعض المؤسسات الإسلامية وخاصة التركية، تقول "عساف":" هناك مسجد قريب منا ينظم افطارات جماعية تقريبا كل يوم، يضعون الطعام أمام المسجد في الخارج لمن أراد أن يفطر فليأتي وهنا يجتمع أشخاص يتعرفون على بعض لأول مرة لا يجمعهم إلا الدين والذي بسببه هم يصومون شهر رمضان، وبعد الافطار يستعدون لصلاة المغرب ومن ثم التراويح في المسجد نفسه".

قطايف وكنافة

أما بخصوص الافطارات العائلية، تقول كارولين:" ليس لي أقرباء هنا سوى أهلي، لكننا بتبادل الزيارات والإفطارات مع الأصدقاء حتى نغير جو، دائما الافطار مع عائلة كبيرة أو مع الأصدقاء المقربين له طعم مختلف و شعور بالألفة و المحبة".

وعن حلويات رمضان تقول:" طبق رمضان المفضل هو القطايف والتي نقوم بإعدادها في المنزل، أو الكنافة والتي نحضرها من محلات نابلسية قريبة من مكان سكني"، ملفتة إلى أن جيرانها هم أشخاص طيبون، يهنئونها بحلول شهر رمضان المبارك وأحياناً يرسلون لعائلتها بعض الحلويات التي يعدونها في المنزل.

وأضافت:" حتى أصدقاءنا العرب المسيحين مثل الأخوة لنا، وكأنهم يصومون، يراعون مشاعرنا ولا يتناولون الطعام أمامنا بل يشاركوننا فيه، سحوراً وإفطاراً وهذا نقدره لهم.

وعن رمضانها في "فلسطين" تقول:" آخر مرة زرت بها فلسطين كانت قبل أربعة سنوات، رمضان بفلسطين مختلف تماماً، لاسيما عندما أجواء السمر في نابلس والتنزه في الحدائق العامة، والكنافة النابلسية، والتسوق حتى ساعات متأخرة، وجميع أقربائك متحلقون حولك ذلك الشعور لا يوصف".

واستطردت:" وفي الطرقات هناك ترى الباعة المتجولين، يعرضون منتجات بيتية لذيذة جداً، والزينة الرمضانية في كل مكان تقع عليه عينك، والروح الجميلة تكسوا كل الوجوه المبتهجة بفطرها بعد نهار صوم طويل".

وفي ختام حديثها معنا أبرقت كارولين عساف رسالة إلى أهلها بفلسطين، تقول فيها:" أتمنى أن تبقى فلسطين وجميع الفلسطينيين يد واحدة في جميع الظروف التي تقابلهم، وأن تبقى روحهم الجميلة المفعمة بالتسامح معهم دائما كما كانت على الدوام، وكل عام وأنتم بألف خير أعاده الله علينا و عليكم بالسلام و الحرية".