فلسطين أون لاين

"العدل" تندد وتطالب المنظمات الدولية بالتدخل لجمع شملها

حرائر الخليل يستضفن المحررة أبو كميل بعد منع الاحتلال دخولها لغزة

...
الخليل- غزة/ أدهم الشريف:

استضافت مُحررات من سجون الاحتلال من سكان مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، المحررة نسرين أبو كميل، من سكان مدينة غزة، وذلك في إثر منع سلطات الاحتلال مرورها للقطاع عبر حاجز "إيرز" بيت حانون، شمالاً.

ولجأت المحررة أبو كميل (47 عامًا) إلى النوم داخل حاجز بيت حانون "إيرز" من الجهة الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال، أول من أمس، أملاً في السماح لها في اليوم التالي بدخول قطاع غزة.

لكن ذلك أيضًا لم يتحقق بعد، بسبب إصرار الاحتلال على منع مرورها إلا بعد إتمام "الإجراءات" التي تتطلب وقتًا لم تعد المحررة قادرة على انتظاره اشتياقًا لعائلتها التي حُرِمتها.

وقالت أبو كميل لـ "فلسطين": إنها اضطرت إلى ذلك بسبب رفض سلطات الاحتلال السماح لها بدخول غزة لأول مرة منذ اعتقالها سنة 2015.

وتنحدر أصول أبو كميل من مدينة حيفا، وهي تقطن في غزة منذ عام 2000، واعتقلها الاحتلال عند حاجز "إيرز"، وهي في طريقها لزيارة عائلتها شمالي فلسطين المحتلة، بتهمة تجنيد شبان من فلسطيني
الـ 48، وتصوير أماكن حكومية إسرائيلية.

وأقرت محاكم الاحتلال السجن لأبو كميل، مدة ست سنوات.

وكان يحذوها الأمل بأن ترى أفراد عائلتها وأبنائها السبعة (3 أولاد و4 بنات) الذين لم تلتقِ بهم منذ اعتقالها إلا من خلال بعض الصور، أو سماع صوتهم على الإذاعات، لكن سلطات الاحتلال حالت دون ذلك.

وحاولت إقناع السلطات في الحاجز الإسرائيلي للسماح بدخولها لغزة، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وفي إثر ذلك استضافتها محررات من مدينة الخليل.

وقالت المُحرَّرة الكاتبة لمى خطر: إن الظرف الذي مرت به المحررة أبو كميل، من أصعب حالات المحررين والمحررات، خاصة أنها طيلة سنوات سجنها لم تتمكن من رؤية أبنائها.

وأضافت خاطر لـ"فلسطين"، أن الاحتلال استغل ظروف الأسيرة لكون أصولها تعود لمدينة حيفا وتحمل هوية إسرائيلية، حتى ينغص عليها؛ ضمن سياسته المعروفة منذ سنوات في التنغيص على الأسرى داخل السجون والمحررين خارجها، من خلال أساليب كثيرة.

وتابعت: "الأصل كان السماح لها بالمرور إلى غزة بسلاسة، لكن سلطات الاحتلال تأبى ذلك بحجة ضرورة قيامها بعدة إجراءات لا تحظى في حقيقة الأمر بأي شكلٍ من الأهمية".

وأكملت: إن أبو كميل إلى حين استصدار التصاريح والأوراق اللازمة، ستبقى مستضافة عند حرائر الخليل، إلى أن تتيسر عودتها لعائلتها بغزة قريبًا.

من جانبها، نددت وزارة العدل في غزة، أمس، بمنع سلطات الاحتلال المحررة أبو كميل من دخولها إلى أطفالها وزوجها وبيتها في القطاع، عقب إطلاق سراحها أول من أمس، بعد قضاء محكوميتها البالغة 6 سنوات في السجون.

واستنكرت الوزارة في بيان لها أمس، التشكيل اللا إنساني الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق المحررة أبو كميل التي أطلق سراحها أول من أمس، ومنع دخولها إلى غزة، معتبرة هذه الممارسات غير الإنسانية انتهاكا صارخا لحق الإنسان في حرية الحركة والتنقل، والتئام شمله بعائلته والعيش معها بسلام.

ورأت أن هذه الممارسات تكشف مدى الهوة السحيقة التي وصلت إليها سلطات الاحتلال في انتهاك إنسانية الإنسان الفلسطيني على أرضه، وضرب كل القوانين والمواثيق الدولية، وبديهيات الأخلاق والأعراف الإنسانية بعرض الحائط، مطالبة المنظمات الحقوقية الدولية الفاعلة وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل الفاعل لجمع شمل المحررة مع عائلتها فورًا.

المصدر / فلسطين اون لاين