يخوض أسرانا البواسل إضراباً مفتوحاً عن الطعام من أجل تحقيق مطالبهم العادلة التي تتمثل بتوفير أدنى حقوقهم المشروعة وفقاً للاتفاقات والمعاهدات الدولية خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي بينت حقوق الأسرى والمعتقلين بشكل واضح، إلا أننا نجد أن إدارة السجون في دولة الاحتلال وبدعم وتأييد من الحكومة الصهيونية الفاشية تصر على سلب حقوق أسرانا بطريقة ممنهجة.
وتأتي هذه الحملة ضد الأسرى بعد فشل إدارة السجون في منع اختراق أسرانا الأبطال أشد السجون تحصيناً وتمكنهم من انتزاع حريتهم بأيديهم العارية رغماً عن السجان.
ما من شك أن قضية الأسرى تعد من أهم الثوابت التي يجمع عليها أبناء شعبنا الفلسطيني بكل فصائله التي نادت وعملت من أجل إطلاق سراحهم وتبييض السجون حتى آخر أسير يعاني.
فمنذ أن وطِئت أقدام الاحتلال أرض فلسطين أقاموا العديد من السجون والمعتقلات التي أذاقت مليون فلسطيني شتى أصناف العذاب، ودفع أكثر من مائتي أسير حياتهم ثمناً لحرية شعبنا، كما سطر أبطالنا داخل المعتقلات أعلى درجات البطولة والفداء، واستطاعوا أن يقهروا السجان ويواصلوا رسالتهم التي حملوها عن إيمان راسخ بضرورة تحرير فلسطين ودحر الاحتلال الذي يجثم على صدورنا، وكان سبباً مباشراً لكل ألم يعيشه شعبنا.
فأبطالنا داخل سجون الاحتلال سجلوا أرقاما قياسية في جميع صور البطولة والتحدي، فخاضوا بأمعائهم الخاوية أطول إضراب عن الطعام عرفته البشرية، كما أمضى بعضهم أكثر من أربعين عاماً داخل السجون والمعتقلات دون أن تلين لهم قناة أو تفتر لهم عزيمة، وحصل المئات منهم على أحكام لم يسبق لها مثيل في تاريخ المحاكم، فوصل بعض هذه الأحكام إلى أكثر من عشرة آلاف عام بحق بعض هؤلاء الأبطال.
وعلى الرغم من كل هذه المعاناة فإن الأمل يحذونا بقرب الإفراج عنهم بما تملكه المقاومة من جنود وضباط للعدو الصهيوني تستطيع من خلالهم إبرام صفقة تبادل مشرفة للأسرى تجمعهم بعوائلهم وأطفالهم وأبناء شعبهم.