فلسطين أون لاين

آخرها اعتداء على امرأة حامل في مدينة الخليل

تعاظم اعتداءات أجهزة أمن السلطة.. مَن أمِن العقاب أساء الأدب

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ صفاء عاشور:

ما بين ضرب، وسحل، واعتداء، واعتقال، يعيش المواطن الفلسطيني في الضفة حياته وهو يشعر بالتهديد الدائم، في ظل تجاوز أجهزة أمن السلطة لكل الخطوط الحمراء المجتمعية، ليصل مستوى الاعتداءات إلى المرأة الفلسطينية التي باتت تُضرب، وتهان وتُعتقل دون محاسبة أو ردع للجهة المعتدية.

أصبحت أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية شريكًا وسببًا ثانيًا لمعاناة المواطنين الفلسطينيين بعد الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس عليهم انتهاكات ومضايقات واعتقالات تمس شتى مناحي حياتهم.

وكانت انتشرت عدة فيديوهات في الآونة الأخيرة لاعتداءات أفراد من أجهزة أمن السلطة على مواطنين فلسطينيين، كان آخرها اعتداء على لاعب المنتخب الوطني ونادي شباب الخليل خيري عابدين، ثم فيديو ثانٍ أظهر اعتداء على أفراد عائلة في الخليل ومن ضمنهم امرأة حامل.

محاربة للحريات

المرشحة عن قائمة "القدس موعدنا" فادية البرغوثي أوضحت أن الحريات في الضفة الغربية تعاني تضييقًا شديدًا من السلطات الحاكمة، إذ إن ما يحصل على أرض الواقع هو محاربة لكل مظاهر الحريات ومحاسبة لكل شخص يطالب بحقه في العيش بكرامة وحرية في مكان عيشه.

وقالت في حديث لـ"فلسطين": "نعيش في واقع يُمارس فيه العديد من التضييق والتجاوزات من قبل أجهزة أمن السلطة، وأن الأمر لا يقتصر على المعارضين أو من يحاول التعبير عن رأيه بل امتد للاعتداء على المواطنين العاديين".

وأضافت: "إن قمع الحريات وصل إلى حد القتل كما حصل مع المعارض السياسي نزار بنات، أو مهاجمة المشاركين في المظاهرات السلمية والاعتداء على العائلات في بيوتها"، مشيرةً إلى أن أي محاولة لإعلاء الصوت في الضفة يقابلها دفع ثمن باهظ.

ونبهت البرغوثي إلى أن الفيديو الأخير الذي ظهر لاعتداء أجهزة السلطة على عائلة ومن ضمنها امرأة حامل هو تعدٍّ على الخطوط الحمراء في المجتمع الفلسطيني والذي كان يؤكد أن المرأة خط لا يمكن المساس به مهما كان الثمن.

وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي كان يمتنع في كثير من الأحيان عن المساس بالمرأة الفلسطينية لأنه يعلم مدى ردة الفعل القاسية التي يمكن أن تصدر من الطرف الفلسطيني، مستدركةً: "ولكن يبدو أن الأمور لم تعد مثلما كانت عند الأجهزة الأمنية التي اعتدت على المرأة في أكثر من سياق في المرحلة الماضية".

وشددت البرغوثي على أن السكوت عن تجاوزت بعض أفراد السلطة قد يؤدي إلى كسر هذه الخطوط، ولذلك يجب الوقوف على هذا الأمر والتأكيد أن المرأة الفلسطينية التي ذاقت مرارة الاحتلال وكانت حاضرة في كل مجالات المقاومة للاحتلال هي خط أحمر يجب عدم الاقتراب منه.

غياب الرقابة والمتابعة

من جانبه، أكد مدير مركز بيسان للبحوث والإنماء، أُبيّ العابودي أن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تسير على قاعدة من أمن العقاب أساء الأدب، لذلك فهي تعمل دون متابعة أو رقابة، كما أنه لا تتم محاسبة من يعتدي على المواطنين فيها.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "إن الجميع شاهد كيف تعامل أفراد أجهزة أمن السلطة مع المواطنين الذين خرجوا للتظاهر والتعبير عن رفضهم لما حصل من اغتيال المعارض نزار بنات، وما تلاه من اعتداء واعتقال لشخصيات ورموز وطنية على مرأى من الجميع".

وأضاف العابودي: "إن ثقافة هذه الأجهزة مبنية على عدم احترام حقوق المواطن الذي من حقه أن يتعامل وفق القانون، ودون استخدام القوة إلا لتنفيذ القانون وليس كعقوبة كما يُشاهد في الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وشدد على أن الضفة تعيش في أزمة مجتمعية كبيرة، إذ إن الإساءة للمواطنين بهذا الشكل سيهدد بحدوث انفجار، خاصة أن الإساءة لحقوق الناس أمر غير مقبول والشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والداخل والشتات يحب الحرية والكرامة وبالتالي ما يحصل أمر غير مقبول ولن يمر دون رد.

ونبه العابودي إلى أن غياب الرقابة المدنية على الأجهزة الأمنية هو ما أدى إلى ما وصل إليه حال هذه الأجهزة التي أصبحت ثقافتها تعتمد على إهانة وإساءة التعامل مع كل ما هو فلسطيني، مؤكداً أن الحل الوحيد لهذا الأمر هو الذهاب لتغيير ديمقراطي وانتخابات، وإلا فإن الأراضي الفلسطينية ستكون متجهة إلى ما لا يحمد عقباه.

المصدر / فلسطين أون لاين