فلسطين أون لاين

تقرير ذوو الأسرى يتحدثون لـ"فلسطين" في الذكرى العاشرة لـ"وفاء الأحرار"

...
صورة أرشيفية
إعداد/ جمال غيث:

في ظلمات السجن الحالكة، وبين أربعة جدران بعيدًا عن ضوء الشمس وهواء الحرية، أيام تشبه بعضها، والقمع الإسرائيلي يتجدد بأنواعه دون أفق بإنصاف قانوني أو موعد للحرية.

لكن ثمة بارقة أمل ينظر إليها الأسرى الفلسطينيون بيد كتائب القسام التي تأسر 4 جنود منذ عام 2014م دون أن تكشف عن أي معلومة أمنية عنهم إلا بعد الاستجابة لمطالبها.

ووافقت، أمس، الذكرى السنوية العاشرة لصفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" التي تمكنت المقاومة عبرها من تحرير 1046 أسيرا وأسيرة عبر دفعات مقابل الجندي جلعاد شاليط"

طريق الخلاص

وتقول سميرة الحاج أحمد، الممنوعة من زيارة نجلها منذ سبعة أعوام الأسير رائد القابع في سجن "نفحة": إن الطريق الوحيد لتحرير أسرانا هي صفقة تبادل جديدة أسوة بـ"وفاء الأحراء" لتخلصهم من ظلمات السجن وتنهي معاناتهم ومعاناة أسرهم.

وتحاول الحاج أحمد الاطمئنان على أوضاع ابنها من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو الأسرى المفرج عنهم، لكن كل ذلك لم يخفف اشتياقها لنجلها "أحمد 27 عامًا" التي تنتظر احتضانه.

واعتقلت قوات الاحتلال "رائد" قرب حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، في أكتوبر 2004م، خلال محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وحكم عليه بالسجن مدة 20 عامًا.

تبييض السجون

وتقول نجاح شمالي، والدة الأسير أحمد القابع في سجن "نفحة" ويقضى حكمًا بالسجن 18 عامًا: نحن بحاجة لصفقة جديدة مشرفة تتمكن من خلالها المقاومة من تبييض السجون من جميع الأسرى.

وتراقب شمالي أخبار الأسرى والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم التي حرمت بموجبها من زيارة نجلها؛ بزعم تفشى فيروس كورونا.

وتأمل في أقرب وقت ممكن أن تعلن المقاومة الفلسطينية التوصل لصفقة تبادل جديدة "يكحل خلالها أهالي الأسرى برؤية أبنائهم قبل أن يفارقوا الحياة".

منع أمني

وتنتظر روضة النجار والدة الأسير محمد، لحظة الإفراج عن نجلها الذي حرمت زيارته لأربعة عشر عامًا بسبب "المنع الأمني".

وتدعو النجار وهي من سكان مدينة غزة أن ينصر المولى عز وجل المقاومة الفلسطينية ويمكنها من إبرام صفقة تبادل تنهي معاناة أمهات الأسرى وأصحاب المحكوميات العالية والمرضى والنساء وصغار السن.

كبار السن

وتخشى عائلة اللواء فؤاد الشوبكي (81 عامًا) أن يفارق الحياة داخل السجون في ظل تردي أوضاعه الصحية.

ويأمل حازم الشوبكي وهو ابن الأسير "فؤاد" أن يلتقي بوالده محررًا من خلف القضبان، مؤكدًا أن تحرير الأسرى لن يتم دون إبرام صفقة تبادل مشرفة بين المقاومة والاحتلال برعاية دولية على غرار صفقة "وفاء الأحرار".

ويأمل أن تتمكن المقاومة من إبرام صفقة جديدة تنهي معاناة جميع الأسرى، خاصة المؤبدات والمرضى وكبار السن.

والشوبكي معتقل منذ عام 2006، ويعاني عدة أمراض وتعرض للإهمال الطبي.

الأسرى المرضى

وتقول نهي عروق ابنة الأسير المسن موفق (78 عامًا)، إن ذكرى "وفاء الأحرار" تجدد فينا الأمل بأن تحريرهم وعودتهم إلى بيوتهم وأسرهم مسألة وقت.

وتضيف عروق، التي تقطن في بلدة الناصرة بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أن والدها يواجه وضعًا صحيًا قاسيًا، وحالته تزداد سوءًا يومًا بعد الآخر، متمنية أن تلتقي به ويلتم شمل العائلة بعد غياب والدها القسري عن المنزل، ويتم توفير الرعاية الصحية المناسبة له قبل وفاته.

وتشير إلى أن الذكرى العاشرة لصفقة "وفاء الأحرار" بارقة أمل لتحرير أسرانا من خلف القضبان، مضيفة: إن المقاومة قادرة على إنهاء معاناة أسرانا.

الاعتقال الإداري

ويأمل عادل زهران، شقيق الأسير أحمد، أن يتم وقف الاعتقال الإداري الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق أبناء شعبنا دون لوائح قانونية.

وقال زهران، الذي يقيم في قرية دير أبو مشعل شمال غرب مدينة رام الله: إن الاعتقال الإداري يغيب شقيقة "أحمد" بشكل مستمر، فما إن ينتهي اعتقاله ويخرج حتى يعاد اعتقاله مجددًا.

ويلفت إلى أن الاحتلال جدد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة على التوالي لشقيقه "أحمد" بشكل متقطع ولمدة 13 شهرًا، مبينًا أن مجموع سنوات اعتقاله بلغ نحو 17 عامًا.

ويأمل أن تنجح المقاومة في هذه الذكرى في إتمام صفقة تبادل جديدة لتحرير جميع الأسرى.