أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن المقاومة الفلسطينية برهنت على صدق وعودها للأسرى عندما حررت عدداً كبيراً منهم في صفقات تبادل كان آخرها "وفاء الأحرار" في عام 2011، التي حررت أكثر من 1000 أسير وأسيرة من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المدلل في حديث مع صحيفة "فلسطين": إن المقاومة هي الأسلوب الأنجع لتحرير الأسرى، "ونحن متأكدون بأن المقاومة لم تغفل عن ملف الأسرى وتعمل ليلاً ونهاراً من أجل تحريرهم، وهي أكدت ذلك من خلال رسائلها المتعددة لهم".
سلم أولويات المقاومة
وشدد على أن المقاومة تحملت مسؤولياتها تجاه الأسرى ولا تزال تتحملها وهي تؤكد بأن قضية الأسرى على رأس أولوياتها، وتحاول جاهدة من أجل أن يكون هناك عمليات تبادل تستطيع من خلالها تحرير الأسرى، مشيرًا إلى أن رسائل الأسرى من داخل سجون الاحتلال تؤكد بأنهم يعولون ويراهنون كثيراً على المقاومة في تحريرهم.
وأضاف: "ونحن نعيش في ظلال ذكرى صفقة وفاء الأحرار، نؤكد لأسرانا أن المقاومة مستمرة في تفعيل خياراتها المتعددة لتحريرهم، ولا ننسى أن هناك جنودًا أسرى إسرائيليين بيد حركة حماس التي أصبح لديها خبرة في صفقات التبادل ستمكنها من الضغط على الاحتلال لتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى".
وأشار إلى ثقة الشعب الفلسطيني كله بوعود كتائب القسام التي أثبتت مصداقيتها في "وفاء الأحرار" بشكل بات واضحاً جداً للاحتلال، "فالرهان حالياً هو على قدرة المقاومة في تحرير الأسرى خاصة الأسرى الستة (حرروا أنفسهم من سجن جلبوع قبل إعادة اعتقالهم) الذين كسروا هيبة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية إلى جانب قادة فصائل المقاومة كـ"أحمد سعدات ومروان البرغوثي".
وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، على أن فصائل المقاومة جميعاً تعمل جاهدة من أجل تحرير الأسرى من خلال عمليات تبادل مشرفة، عبر محاولات خطف جنود إسرائيليين، وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال.
واعتبر المدلل أن معركة المقاومة مع الاحتلال من أجل تحقيق الهدف النبيل والسامي بتحرير الأسرى لن تتوقف أبداً ما دام هناك أسير أو أسيرة يعانون داخل سجون الاحتلال.
ولفت إلى أن قضية الأسرى جرح غائر في الجسد الفلسطيني لا يمكن أن يشفى أبداً إلا بتحريرهم جميعاً من داخل سجون الاحتلال، "وهي قضية تحظى بإجماع وطني من الكل الفلسطيني".
وأشار في الوقت ذاته، إلى اشتداد هجمة إدارة سجون الاحتلال ضد الأسرى خاصة بعد عملية "نفق جلبوع" عندما أكد الأسرى الستة أن كل جرائم الاحتلال داخل السجون لم تؤثر في معنوياتهم أو تكسر إرادتهم وهمة المقاتل لديهم.
وأضاف: "لذا حاول الاحتلال أن ينتقم من الأسرى بعد هذه العملية باستخدام كل أدوات البطش داخل السجون خصوصاً أسرى الجهاد الإسلامي".
وأبدى أسفه لعدم وجود تدخل جدي للمؤسسات الحقوقية الدولية لردع الاحتلال عن جرائمه بحق أسرانا، "رغم أن وقفات فصائلية وشعبية مستمرة أمام تلك المؤسسات فإنها تقف صامتة أمام هذه الجرائم، في حين تقوم الدنيا ولا تقعد للمطالبة بحق الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة رغم أنهم مجرمون".
غض الطرف
ونبه المدلل إلى أن هذه المؤسسات ما زالت تغض الطرف عن معاناة الأسرى الذين ينتمون لقضية عادلة ورفع اليد الثقيلة لإدارة السجون عن أسرانا الذين يعانون جرائم متعددة كالاعتقال الإداري والإهمال الطبي، وكل فترة هناك شهيد نتيجة هذا الإهمال والتعذيب تحت التحقيق.
واعتبر أن عدم تحرك هذه المؤسسات مشاركة منها للاحتلال في جرائمه، "لذلك نحن لا نراهن عليها مع أن مهمتها الدفاع عن الإنسانية التي تدرك أنها مهدورة داخل السجون".
ورأى أن الرهان معقود على أبناء شعبنا بأن تظل قضية الأسرى مشتعلة والتأكيد بأن معركتهم داخل السجون هي معركة الكل الفلسطيني، مضيفًا: "للأسف الشديد كل ما نقدمه للأسرى لم يرتقِ لمستوى تضحياتهم، لذلك نحن نطالب أبناء شعبنا في كل أماكن وجودهم أن ينتفضوا في كل الميادين".
وأشار إلى أهمية التأكيد الشعبي للعالم أننا لا يمكن أن نتخلى عن أسرانا داخل السجون، وأن نرفع من معنوياتهم داخل السجون ونؤكد لهم بأننا لا يمكن أن ننساهم أبداً.
وأدان المدلل اعتماد السلطة في رام الله في تحركها بخصوص الأسرى على المفاوضات السلمية ومبادرات حسن النية التي لا يقيم لها الاحتلال وزناً، مشددة على ضرورة أن تكون قضية الأسرى على رأس أولويات السلطة والملفات المقدمة لمحكمة الجنايات الدولية والمؤسسات الحقوقية والدولية.
وأضاف أن شعبنا لم يشعر إلى هذه اللحظة بأن هناك جدية لدى السلطة بالتعامل مع قضية الأسرى، مطالبًا إياها بتفعيل دبلوماسيتها وسفاراتها وقنصلياتها من أجل تدويل قضيتهم، حتى نستطيع أن نصنع ضغطًا إنسانيًا دوليًا تجاه هذه الجرائم الإسرائيلية.