فلسطين أون لاين

تقرير قادة فصائل يؤكدون أهمية بناء إستراتيجية وطنية لمقاومة التطبيع مع الاحتلال

...
تصوير/ رمضان الأغا
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد قادة فصائل فلسطينية ضرورة التوافق الوطني على إستراتيجية تضمن مناهضة التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن البداية تكمن في إلغاء اتفاق "أوسلو" وملحقاته، خاصة التنسيق الأمني الذي تنتهجه السلطة في رام الله، مدخلا لمطالبة العرب بالكف عن التطبيع.

وحذروا في ورشة عمل بعنوان "مستنقع التطبيع.. بين سقوط الأنظمة وواجبات الأمة"، نظمتها حركة الأحرار بمقرها في غزة أمس، من خطورة التطبيع على القضية الفلسطينية، والاستقرار في الدول العربية المطبعة.

تعزيز محور المقاومة

وعدّ القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل رضوان التطبيع خطرا على الدول العربية والإسلامية المطبعة، وخيانة للقضية الفلسطينية وطعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتخليًا عن ثوابت الأمة، مخاطبا المطبعين بقوله: "(إسرائيل) لن تكون جارة للعرب، وستبقى العدو الأوحد للأمة، والتطبيع لن يسهم في كي وعي الأمة، فستبقى القدس العاصمة الأبدية لشعبنا، والمطبعين إلى زوال كما المحتل".

وأكد رضوان في كلمة له أن التطبيع يمثل خطرا على فكرة وعقيدة ومبادئ الأمة العربية والإسلامية، فأطماع الاحتلال لن تتوقف عند حدود فلسطين بل تتعداها للدول المطبعة، إذ إن قادة الاحتلال لا يزالون يحلمون بدولة من النيل إلى الفرات، ولم يتقوقعوا إلا أمام ضربات المقاومة.

وشدد على ضرورة مواجهة التطبيع بالحملات الثقافية والتوعوية لأجيال الأمتين العربية والإسلامية، وتحذيرها من مخاطره على القضية والأمة والشعوب العربية والإسلامية، وتفعيل الدعوة للمقاطعة الشاملة للاحتلال، منبها إلى أهمية دور العلماء وقادة الأمة والمثقفين في تعرية المطبعين وخطورة التطبيع، وعقد المؤتمرات العلمية الشرعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لبيان مخاطره، وتأكيد حرمته شرعيًّا ووطنيًّا وقانونيًّا.

وأكد ضرورة تعزيز "محور المقاومة" بتشكيل جبهة عريضة عربية إسلامية لمواجهة المشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة، تلتف جماهير الأمة حولها، والتوافق على إستراتيجية فلسطينية لمواجهة التطبيع.

وعد رضوان أن التطبيع أعطى الاحتلال الجرأة على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق القدس والأسرى وأبناء شعبنا، ونشر كل أنواع الفساد والرذيلة في الدول المطبعة.

تفكيك الأمة

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وليد القططي: إن الاحتلال لجأ إلى التطبيع بعدما اكتشف أن القوة العسكرية والدعم الغربي غير كافيين لضمان بقائه في المنطقة، بل بنشر ثقافة التطبيع في قلوب وعقول أبناء الأمة.

وأضاف القططي في كلمة له أن الاحتلال مقتنع بأن سياسة "إنهاء الحرب واتفاقيات التسوية" مع العرب لا تكفي، فلجأ إلى اتفاقيات "أبراهام" لنشر ما يسمى "الإسلام الأمريكي" الذي يضمن وجوده في المنطقة، والتعايش معه كدولة مركزية وقائدة إلى جانب الخضوع لأمريكا.

ولفت إلى أن التطبيع يضمن عدم مقاومة العرب للاحتلال، وتفكيك الأمة العربية والإسلامية، وتشكيل تحالف ضد محور المقاومة ومصالح شعبنا، مؤكدا أنه مقابل ذلك لا بد من نشر السلام الفلسطيني القائم على استرداد الأرض والحقوق وزوال (إسرائيل)، وثقافة المقاومة، والتمسك بالمشروع الوطني الحقيقي القائم على تحرير فلسطين كاملة، بعيدًا عن مشروع السلطة تحت الاحتلال "الفاشل بامتياز".

ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة التطبيع العربي الإسرائيلي في هذا الوقت استغلالًا للوضع الصعب الذي تمر به الدول العربية، في محاولة لاستكمال المشروع الإسرائيلي في المنطقة الذي يستهدف مقدراتها، مضيفا أن الاحتلال يشكل رأس حربة لكل الدول الاستعمارية في المنطقة لضرب وحدة الأمة في مقتل، ومنع تطورها، بعد المجازر التي ارتكبها بحق شعبنا والشعوب العربية.

ولفت الثوابتة إلى أن الاحتلال اتجه لبناء علاقات إسرائيلية عربية مبنية على مفاوضات التسوية مع السلطة، التي مهدت لتسجيل اختراقات في العلاقات مع الدول العربية، مبينا أن الاتفاقيات التطبيعية جاءت في وقت أدرك شعبنا أن مسار التسوية أثبت فشله التام وأصبح أكثر تمسكًا بمقاومته، وهو ما انعكس في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي، على المستوى الفلسطيني والعربي.

ونبه إلى أن نقيض التطبيع هو تعزيز ثقافة المقاومة التي هي صمام أمان لوعي شعوبنا، منبها إلى أن التطبيع أكثر خطورة من الحروب، لأنه يعني الانتقال نحو تطويع الشعوب، لكنه حتى الآن يقتصر على الأنظمة الفاسدة التي ترى في علاقتها مع أمريكا والاحتلال وسيلة لحماية وجودها، لكن الشعوب لا تزال تجرمه.

وأكد أهمية عدم التعامل مع التطبيع بردود الفعل، بل بمواجهته عبر إستراتيجية وطنية بين الفصائل، ومواجهة إعلامية مشتركة عبر تشكيل "ميثاق تجريم التطبيع"، مردفا أنه كلما ازدادت المقاومة ازدادت مساحة المتضامنين مع قضية شعبنا، وأصبح هناك مجال لوحدة فلسطينية وعربية في مواجهة التطبيع.

من سرية إلى علنية

وأوضح الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال أن التطبيع مع الاحتلال لا يزال يدور في فلك الأنظمة العربية الفاسدة فقط، وهي علاقات قديمة، لكن الجديد هو وجود أوامر أمريكية لإخراجها من السر إلى العلن.

وقال أبو هلال في كلمة له: إن الأنظمة المطبعة جاءت إلى الحكم بطرق غير مشروعة رغم أنف الشعوب، وهي تدرك جيدا أن وجودها في خطر، وتستقوي بعلاقتها مع الاحتلال من أجل البقاء، في ظل وجود حراكات شعبية تدعو إلى الديمقراطية لإزاحتها.

وأكد أن التطبيع يشجع الاحتلال على مواصلة العبث بمقدرات الأمة، بعدما اخترع عدوا جديدا للأمة هو إيران، لتبقى شعوبها في حالة خوف يساعد هذه الأنظمة بالاستمرار في حكمها.

ورأى أن اتفاق "أوسلو" كان الثغرة الأكبر نحو جدار التطبيع، مشددا على أن الواجب الأول علينا نحن الفلسطينيين إسقاطها، وإجبار السلطة على سحب الاعتراف بـ(إسرائيل)، ووقف التنسيق الأمني، ومطالبة الأمة برفض التطبيع وطرد السفارات الإسرائيلية من بلادها.