قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدران جابر، إن تصرفات رئيس السلطة محمود عباس باستجداء لقاء قادة الاحتلال ومواصلة الطريق التي يسير بها سيرًا مغايرًا للتوجه الوطني العام، يمثل تحفيزاً للاحتلال على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، وليس آخرها السماح للمستوطنين بأداء ما تسمى "الصلاة الصامتة" في المسجد الأقصى، ومواصلة ابتلاع الأراضي.
وأضاف بدران لصحيفة "فلسطين"، أن توجه عباس بشخصه ومن حوله للاحتلال، يمثل نسفاً لكل الجهود التي بُذلت من أجل بناء تفاهمات فلسطينية على قاعدة الحفاظ على حالة الاشتباك مع الاحتلال، والحفاظ على نهج المقاومة، خاصة أن الاحتلال أدار ظهره للسلطة في كل شيء وآخرها عدوانه على الأراضي وعلى الأسرى والأقصى.
وأعرب عن استغرابه مما يرجوه عباس من وراء استجدائه لقاء قادة الاحتلال، لاسيما هذه النوعية "شاكيد وغانتس" الذين تنكروا لكل الاتفاقيات، وأولها قضية ما يسمى "حل الدولتين"، مشيراً إلى أن تلك اللقاءات تعمّق الأزمة الداخلية الفلسطينية، وتغلق الطريق على الوحدة الوطنية وتقطع أي تفاهمات.
وأشار إلى أنه لا حل في ظل اتفاقيتي باريس طابا وفي ظل محافظة السلطة على ما تسمى "محاربة الإرهاب" التي أسقطت كل تطلعات الشعب وطموحاته نحو الحرية وحولته إلى شعب يسعى نحو لقمة العيش، داعياً إلى الكفّ عن المخاجلة ومجاملة السلطة والتردد أمامها، "فتلك هي أسباب طغيان فرعون ونحن نريد من فرعون أن يسقط"، على حد قوله.
وأضاف: "نحن تائهون اليوم، والشعب يشكو الهم ولم يعد في يد عباس ولا محمد اشتية أي حل، في ظل قيادة باتت تشطب الأسس واحداً تلو الآخر، والمنحى العام يتجه نحو نوع من السلام الاقتصادي ليس إلا، وسنتحول إلى عمال للشركات "الإسرائيلية" والدولية المرتبطة مع الاحتلال وتدعمه.
وحول توجه السلطة في رام الله لإجراء انتخابات جزئية قال بدران هذه ملهاة كالذي يطلق بالوناً في الهواء وينظر إلى أين سيذهب.
وأوضح أن ما نحتاج إليه اليوم هو بنية تحتية لإجراء الانتخابات، تتمثل بالقضاء على الفساد والإفساد والتفرد والهيمنة على القرار الفلسطيني، وغياب الوحدة الوطنية وغياب الأمن، وضرورة إعادة بناء المؤسسات الوطنية على قاعدة جديدة، قاعدة المواجهة مع الاحتلال، لا أن يعد من يتحدث بهذا الكلام كأنه يشكل حالة عداء للسلطة ولمحمود عباس، ويتم محاربته وقمعه، إلا أننا بتنا أمام سلطة تأتمر بجيوبها وليس بمصالحها الوطنية.
وعن حل ذلك دعا بدران إلى تفاهم وطني شامل حتى في أضيق الأطر المتمثلة للحفاظ على الأرض والإنسان الفلسطيني، والتأسيس لوحدة الأرض الفلسطينية وتشكيل موقف فلسطيني موحد من مجمل القضايا المطروحة كالأرض والاستيطان والقدس والمياه والاعتقالات والإصلاح الاقتصادي.
وختم حديثه بأن قادة السلطة الذين غايروا التوجه العام للشعب الفلسطيني، وهناك خطة واضحة أقرها الأمناء العامون، والمجلس المركزي، بوجود التمركز حول القضايا الوطنية، وإثبات أن كل سياسات السلطة هي سياسات مغايرة للمصلحة الوطنية، ويجب الوقوف في وجهها.