فلسطين أون لاين

"نمرح ونقاوم".. أسبوع ترفيهي لتعزيز ثقافة المقاومة لدى أطفال غزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ عزام حافظ:

عقب إنهاء دروسه وأداء صلاة العصر في المسجد القريب من منزله، وصل "عماد" ذو الأعوام التسعة إلى إحدى الساحات الشعبية في حي مشروع بن عامر شمال غرب مدينة غزة، حاملًا في صدره الشغف الجميل، والاستعداد للمشاركة في كرنفال الألعاب الداعم للمقاومة المقام في منطقته.

علت ابتسامة جميلة وجه "عماد" عند سماعه أصوات فرقة الكشافة مرحبةً بالأهالي وأطفالهم، وانطلق بعدها مشوار اللعب واللهو، في يوم خُصص لأطفال الحي ضمن الأسبوع الترفيهي "نمرح ونقاوم".

وتنظم الأسبوع حركة حماس في منطقة غرب غزة بهدف تعزيز ثقافة المقاومة، وكانت أولى محطاته لعبة "بازل" لتجميع قطع مصورة صغيرة لصورة كبيرة، فبدأ مع أحد رفاقه ترتيب القطع ووضع كل منها في مكانه، وانتهى بهما الأمر بإكمال صورة الناطق باسم كتائب القسام أبي عبيدة، ومن لا يعرفه؟!

انتقل بعدها "عماد" إلى جانب العشرات من الأطفال الذين تنافسوا في اللحاق بتلك الألعاب، حتى وصل إلى لعبة التصويب برمي سهام "الدارتس"، التي تُعرف محليًّا باسم "التنشين"، لكن الثقافة المقاوِمة وضعت صور قادة الاحتلال في دائرة التصويب، في رسالة مفادها أن هدف الفلسطيني كبيرًا أو صغيرًا قادة الاحتلال ومشروعهم الاحتلالي، والغاية إسقاطهم وتحرير الأرض من دنسهم.

منصور ريان اصطحب ابنتيه إلى مكان الفعالية، وبادر بإلحاقهما بحلقة يلهو فيها العشرات من أطفال الحي، استرقنا من وقته بضع دقائق حدثنا فيها عن سبب المجيء بطفلتيه إلى المكان، فقال: "شعب غزة يحب المقاومة ويحب أن يدعمها، وأطفال غزة لا يدخرون جهدًا في اللهو بالألعاب التي تحاكي العمل المقاوم، لما في ذلك من تشبه بالرجال الذين قارعوا الاحتلال وقصفوا (تل أبيب)".

وأضاف ريان: "إن هذه الفعاليات توصل رسالة للعالم، بأن شعب غزة يحب الحياة والمرح، مهما أثخنته الجراح وعلت آهاته".

"رسالة هذه الفعاليات والمشاركة فيها بالدرجة الأولى هي دمج فرحة الأطفال في معانٍ فلسطينية: الأقصى والأسرى، وتعزيز ثقافة المقاومة لدى الجيل الجديد، وحب فلسطين التي نقاوم من أجلها ولتحرير مقدساتها" والكلام لعرفات ديب منسق الفعالية في منطقة مشروع عامر.

وأوضح "ديب" أن الغاية أيضًا من هذه الفعالية وما شابهها هو الوصول إلى جيل يعرف كل شيء عن قضيته وبلاده الأصلية، فإحدى الألعاب مثلًا هي عبارة عن خريطة فلسطين مجزأة إلى بلدات ومدن، يُعرَّف المشرف على اللعبة الطفل مناطق فلسطين المحتلة، والمدن التي هجر الاحتلال منها الفلسطينيين عام 1948.

ويعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد معركة سيف القدس فرحة الانتصار على الاحتلال، وإرغامه على كف الأذى عن القدس المحتلة، وهي رسالة حماس، على لسان القيادي فيها أحمد محيسن، الذي شدد على أن هذه الفعالية تثبت أن المقاومة تعيش في كل زاوية من حياة الفلسطيني، وتربية هذا الجيل قائمة على التغني حتى في ساعات المرح بفلسطين وقدسها وأرضها وأسراها.

وتأكيد وتعزيز القيم الوطنية لدى النشء الجديد بدا واضحًا في أنماط تلك الأنشطة والمعاني التي تريد ترسيخها، ما يؤشر على أن هذا الجيل سيكون حصاد ثماره في ساحات المسجد الأقصى إلى جانب المقدسي، وابن الداخل المحتل بعد كنس الأرض من المحتل الغاصب.