فلسطين أون لاين

الاعتقال السياسي يلاحق المحرر حمدان منذ 13 عامًا

...
رام الله-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

لم يسلم الأسير المحرر أحمد حمدان (30 عامًا)، من سياسة الباب الدوار منذ عام 2008م متنقلًا بين سجون الاحتلال الإسرائيلي وسجون السلطة في الضفة الغربية.

فلا يمر عامٌ إلا ويعتقل حمدان في سجون السلطة تحت ذرائع سياسية، الأمر الذي حرمه من الاستقرار في حياته التعليمية والاجتماعية والمهنية.

وأقدمت عناصر من جهاز المخابرات العامة في محافظة طولكرم، الأحد الماضي، على اختطاف حمدان.

وقال شقيقه حاتم: الأحد الماضي انقطع اتصال العائلة بـ"أحمد" في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا في أثناء خروجه في مهمة عمل لشركة التأمين التي يعمل بها.

وذكر حاتم لصحيفة "فلسطين" أن العائلة سارع إلى البحث عنه لدى أجهزة أمن السلطة التي تعتقله مرةً في كل عام منذ 2008م فأنكروا جميعًا وجوده لديهم حتى أقر جهاز المخابرات العامة في طولكرم بأنه محتجزٌ لديه.

وأحمد، أسير محرر من سجون الاحتلال، قضى خلفها أربع سنوات ونصف متفرقات، "لكن ذلك لم يشفع له عند السلطة التي لم تفتأ تعتقله بين الفينة والأخرى وتلفق له تهمًا سياسية" بحسب شقيقه.

وأشار إلى أن هذه الاعتقالات "أحمد" عن إكمال تعليمه الجامعي الذي تنقل بين ثلاث جامعات ولم يستطِع حتى الآن الحصول على الشهادة الجامعية بجانب تعطيل عمله المهني في شركته وغيابه عن أطفاله وزوجته.

اعتقالات متكررة

وأكد محامي فريق "محامون من أجل العدالة" ظافر صعايدة، أن السلطة تواصل الاعتقالات السياسية بحق النشطاء والحقوقيين والأسرى المحررين في الضفة الغربية.

ووثق صعايدة في حديثه لصحيفة "فلسطين"، اعتقال أجهزة السلطة ستة أسرى محررين في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

وبيَّن أن من بين المعتقلين سليمان عبد الرحمن (أصغر معتقل إداري في سجون الاحتلال سابقًا)، مشددًا على أن الاستدعاءات والاعتقالات على خلفية سياسية باطلة وغير قانونية.

وقال: هذه الاعتقالات تفتقر لأهم أساسيْن للاعتقال القانوني وهما: مذكرة التوقيف ووجود الوقائع التي يمكن أن تؤلف جرمًا، "الواضح أن كل هذه الاعتقالات هدفها مجرد توقيف هؤلاء المواطنين".

يشار إلى أن أجهزة أمن السلطة في مدينة نابلس اعتقلت في الشهر الماضي، 7 طلاب من طلبة جامعة النجاح الوطنية ووزعت استدعاءات لنحو 20 طالبًا على خلفية سياسية.

وأضاف صعايدة: أن السلطة غالبًا ما توجه تهمًا للمعتقلين السياسيين هي: إثارة النعرات الطائفية، وجمع وتلقي أموال من جهات محظورة.

وأشار إلى أن المعتقلين السياسيين يعانون استمرار المحاكمات الجائرة حتى بعد الإفراج عنهم، حتى إن بعضًا منهم اعتُقل في سجون الاحتلال وما زالت تعقد له جلسات محاكمة لدى السلطة.

وعلى سبيل المثال، كان هناك، أمس، جلسة محكمة بتهمة "القيام بأعمال إرهابية" للمعتقل إداريًّا في سجون الاحتلال فادي حمد.

وعدَّ صعايدة استمرار المحاكمات هو استكمال للإجراءات غير القانونية للاعتقال السياسي، ونوع من المماطلة والتسويف في إنهاء قضايا المواطنين.