فلسطين أون لاين

عقد جلسة حكومة الاحتلال أسفل البراق يشير إلى إعلان "السيادة المطلقة"

​الشيخ صلاح : تصريحات الشخصيات الفلسطينية "طعنةٌ" في خاصرة الأقصى

...
أم الفحم / غزة - أحمد المصري

دعا رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ رائد صلاح كافة الشخصيات الفلسطينية والعربية والإسلامية ممن لا تستطيع مد يدها لدعم مدينة القدس والمسجد الأقصى، أن تكتفي بهذا القدر من التخاذل، دون أن تتجاوزه إلى أبعد من هذا، فتكون كمن "زاد الطين بلة".

وبدا الشيخ صلاح مذهولاً من شدة الصدمة، وهو يتحدث عن تصريح رسمي صدر عن شخصية فلسطينية أيدت أن يكون حائط البراق تحت السيادة الإسرائيلية، بل السماح لأن يصلي اليهود فيه دون أي مانع، معقباً: "تمنيت وأنا أسمعه لو أنني كنت في حلم، تصريحٌ كهذا كارثة كبرى".

وكان القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب قال في مقابلةٍ مع القناة العبرية الثانية: "إن حائط البراق يجب أن يبقى تحت السيادة الإسرائيلية، وإن المسجد الأقصى يجب أن يبقى للمسلمين".

جاء ذلك في حوارٍ هاتفي أجرته صحيفة "فلسطين" مع "شيخ الأقصى" الذي حذر وبشدة من أن الاحتلال الإسرائيلي انتقل من مرحلة الاقتحامات للمسجد الأقصى إلى مرحلة فرض سيادةٍ كاملة ومطلقة عليه.

وقال: "تتقدم سلطات الاحتلال بخطوات متسارعة باتجاه السيطرة على المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وتحقيق مخططاته، دون أن تكترث لأي جهةٍ مسؤولة كدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، مُستغلةً حالة الوهن والتشتت داخل البيت الفلسطيني والعربي والإسلامي".

ولا يختلف اثنان أن "ضيفنا" رجلٌ بأمة، فقد راح بنبرةٍ غاضبة، يؤكد أن ما حدث في الآونة الأخيرة يحمل إشارةً واضحة من قِبل الاحتلال يعلن عبرها السيادة الإسرائيلية المطلقة على الأقصى، وأن المسجد الأقصى ومعالمه مِلكٌ بلا منازع للاحتلال وحده.

"فالاحتلال بات يستبيح كل شيء داخل الأقصى وحوله وأسفله، حتى أنه كلل جهوده مؤخرًا ودون خشية من أحد بعقد جلسة حكومته أسفل حائط البراق احتفاء بالذكرى الخمسين لاحتلال المدينة" وفقاً لقوله.

وحاول الشيخ رائد صلاح أن يضعنا في صورة هذه الإشارة بالغة الخطورة، فقال: "لاحظنا تأدية جنود وضباط الاحتلال التحية العسكرية داخل باحات المسجد الأقصى بصورةٍ نظامية، وذلك فور انتهاء جلسة حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو أسفل حائط البراق، إلى جانب فتح مكبرات الصوت وترديد النشيد الوطني للاحتلال المسمى "هتكفاه"، وتأدية الصلوات التلمودية علانية بعده".

تجريم ثوابتنا

وفي خضم محاولة (اسرائيل) لفرض سيادتها في واحدةٍ من أقدس بقاع الأرض، نبه صلاح إلى أن الاحتلال يرفع من مستوى أدوات بطشه تُجاه عُمار المسجد الأقصى وحراسه أيضاً، موضحاً: "من يحاول منهم الاعتراض على أي مُنكر أو استفزاز أو صلاة تلمودية يمارسها المتطرفون اليهود يُعاقب بالضرب المبرح أو الاعتقال أو الإبعاد عن المسجد، كما يتواصل تضييق الخناق على المرابطين، بدءا بتجريم الاعتكاف داخل المسجد الأقصى، أو القيام بأنشطة كالإفطارات الرمضانية، وليس انتهاءً بمحاكمة المنظمين لنقل سكان الداخل الفلسطيني المحتل إلى الصلاة في الأقصى".

وفي السياق نفسه، كشف رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، عن اعتقال الاحتلال العشرات من أهالي القدس والداخل المحتل في حملات متلاحقة خلال الفترة الماضية، بتهمة الرباط أو إعداد موائد رمضانية وتسيير حافلات للأقصى للصلاة فيه، مضيفاً: "الاحتلال بات يُجرم ثوابتنا الفلسطينية ويطاردنا ويعلن علينا حربا بلا هوادة".

وتابع حديثه: "في الوقت التي باتت الأذرع الإسرائيلية تقوم باعتقالاتها بتهمة الرباط في الأقصى، بتنا نرى مليونيرات صهاينة يوزعون الأموال على المقتحمين اليهود بشكل مكشوف، وأعلن عن تنظيم خطوط حافلات مجانية للمتطرفين لنقلهم من أي مكان إلى الأقصى، إلى جانب الدعوة لعقد قران المتزوجين في باحات المسجد".

ليست الوحيدة أبدًا

وذكر أن الاحتلال وفي إطار حملته المسعورة على المسجد الأقصى، والعمل على قطع أواصر إرفاده بالمرابطين، عمل منذ عام على إعلاء نبرته الهجومية مستهدفاً الحركة الإسلامية وكافة مؤسساتها العاملة على نصرة الأقصى والقدس، موجهاً له هذه الرسالة بأقصى ما لديه من تحدٍ: "هيهات هيهات أن تنجحوا في إبعادنا عن الأقصى.. أنتم وإجراءاتكم إلى زوال".

وشدد على أن السيادة على الأقصى أكثر ما يعمل الاحتلال على ترسيخها في ممارساته اليومية، إلى جانب إرسال رسائل واضحة مدعيا فيها لكل من حوله من حكومات سواء كانت فلسطينية أو عربية أو غربية أن المرابطين يشكلون خطرًا على الأمن وينغصون أجواء الأقصى العامة.

ومن جهة ثانية عبر عن أسفه الشديد أن تنطلي روايات وادعاءات الاحتلال التي يطلقها على الكثير من الشخصيات السياسية الفلسطينية والعربية، والتي بدأت في ترديد وتصديق ما يقوله الاحتلال عن المسجد الأقصى وباحاته، وهذا ما لم نتوقع حدوثه يوماً.

ونبه إلى أن تصريحات تلك الشخصية الفلسطينية ليست الوحيدة في سلسلة طعن خاصرة المسجد الأقصى، بل إن قنوات عربية ومن بينها إماراتية بثت برامج متعددة عن أحقية اليهود في البراق، وشرعية صلاتهم فيه.

ورأى صلاح أن الاحتلال انشرح صدره بالمواقف المؤيدة لوجوده في المسجد الأقصى، كما أنه ينظر بعين الارتياح أكثر لحالة التفكك والانشغال التي يعيشها العالم العربي والإسلامي وحتى الفلسطيني في شؤونها الداخلية، بما يمكنه من تنفيذ مخططاته في تسريع تهويد القدس والأقصى وتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية.

وتمنى على الأمة العربية والإسلامية ألا يتيحوا للاحتلال هذه الفرصة باستمرار تشتتهم لتنفيذ ما يريد في أقل وقت ممكن، لا سيما إقامة هيكل باطل على أنقاض قبة الصخرة في الأقصى".

وشدد صلاح على أن كل ما يجري لن يكون نهاية الطريق، فقد تعرض المسجد الأقصى لمسيرة من الابتلاءات عبر التاريخ، وتجاوزها بعد أن سخر الله من عباده من ينفض غبار الذلة عنه ويحرره من كل احتلال.