فلسطين أون لاين

"أيام الغضب".. فجر انتصارت المقاومة يتجدد

...

عام يتلوه آخر، وتبقى ذكريات الصمود يتناولها جيل بعد جيل، ويتلقفها الصغار قبل الكبار، يرون رحلة الدم الذي هزم السيف، ذاك الدم الذي سطر ملحمة من ملاحم الصمود.

تحل في هذه الأيام ذكرى معركة كان العدو يتفوق فيها عدة وعتادا، فالمقابل سطر المقاتلون ملاحم من عنفوان، أقضوا بها مضاجع العدو، صنعوا بإيمانهم ووحدتهم ووجدانهم روح المقاتل العتيد، فكانت تنهار أحلام العدو باقتحام هذه البقعة الصغيرة على أعتابها.

 

سبعة عشر يوما

كانت معركة أيام الغضب أحد أهم حلقات بطولات شعبنا، حيث واجهت ثلة من الأبطال ترسانة الاحتلال المعززة بمروحيات وطائرات حربية واستطلاع وتقنية حديثة، ولم يملك المجاهدون لحظتها إلا البندقية وقلب مؤمن نقي وعبوات مصنعة يدوية وقليل من القذائف مع صوت القائد نزار ريان ووجهه السمح، الذي لم يترك نقطة رباط متقدم إلا وتواجد مشجع ومشارك لرجالها.

أيام معدودة انهارت فيها أساطير السلاح، وذابت كل الأهداف والأحلام، لينتفض في كل مرة أهل الحق والإيمان، يعلمون الجيش الذي لا يقهر أن النصر لا يأتي فقط من فوهة البنادق، بل إن النصر تصنعه الرجال بصبرها وعزمها وإيمانها، وبقضيتهم التي يدافعون عنها.

أيام أرادها الاحتلال ندما فتحولت لكتلة غضب، استمرت في الصعود للفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول، وما زالت تكبر وتستعد، فأيام الغضب النواة الأولى للمعارك المفتوحة مع الاحتلال، ومعركة البداية التي نقلت الصراع من مواجهات محدودة لحروب واسعة ممتدة.

فصمود وثبات شباب القسام وقيادتهم في هذه المعركة هيأت البيئة والأرضية وأسست لمرحلة جديدة فيها الهجوم خير وسيلة للدفاع، وفيها البندقية تواجه الدبابة وتنتصر عليها.

 

أبرز عمليات أيام الغضب

  1. بتاريخ 29/9/2004 قتل صهيونيان وأصيب 23 آخرين بجراح مختلفة جراء سقوط صاروخ من طراز "قسام" في مغتصبة "سديروت" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
  2. بتاريخ 30/9/2004 تمكن الاستشهاديان "أسامة برش" و"عبد الحي النجار" من اقتحام الموقع العسكري شرق معسكر جباليا، حيث قاما بإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة عدد آخر.
  3. بتاريخ 30/9/2004 تمكن الاستشهاديان "مصعب جمعة" و"حسام غين" من اقتحام مغتصبة "نسانيت" سابقا، حيث قاما بإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية مما أسفر عن مقتل 4مغتصبين وجرح 3 آخرين.
  4. بتاريخ 4/10/2004م تفجير عبوة أرضية بدورية مشاة صهيونية (كوماندوز) في مخيم جباليا.
  5. بتاريخ 4/10/2004م تفجير ثلاث عبوات أرضية موجهة ومضادة للأفراد في ذات الدورية حيث كانت تتقدم دورية المشاة التي تقدر بخمسين جنديا دبابة صهيونية.
  6. عملية اقتحام "موقع الإدارة المدنية"، وقتل مسئول الحملة العسكرية على جباليا و5جنود وإصابة العديد بجروح مختلفة.

وتستمر المقاومة في الصراع مع العدو الصهيوني نحو نصر حقيقي، وتظهر مسارا جديدا قادرا على التغيير والتأثير، محققة قوة الردع رغم حجم التضحية التي قدمها الشعب الفلسطيني وما زال في سبيل استرجاع كل حق مغتصب.