فلسطين أون لاين

"القدس جنين".. نموذج مقاوم يخشى الاحتلال انتقاله لبقية الأراضي المحتلة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

استيقظ المواطنون فجر أمس على أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في القدس وجنين، أسفرت عن ارتقاء خمسة شهداء ينتمون لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وإصابة ضابط وجندي من وحدة "دفدفان" الإسرائيلية الخاصة بجراح خطِرة.

وبعد عملية "نفق الحرية" وانتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن "جلبوع" في 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، بدأ الاحتلال يحرض على المقاومة الفلسطينية وخاصة في مدينة جنين وتشويهها، في محاولة منه لكبح تحولها إلى ظاهرة تنسحب على كل مناطق ومحافظات الضفة الغربية المحتلة، وصعوبة السيطرة عليها.

ولا يزال الاحتلال يسعى جاهدًا طوال السنوات الماضية لوأد المقاومة، مستخدمًا التنسيق الأمني مع أجهزة أمن السلطة وسيلةً للوصول إلى المقاومين، لكنه يصدم في كل مرة بقوة المقاومة وتماسكها وقدرتها على لجمه.

شرارة الانتفاضة

يقول المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي علي الأعور: إن الاحتلال بدأ منذ مدة ليست قصيرة بالحديث عن مدينة جنين بأسلوب تحريضي، والحث على جمع الأسلحة منها ومصادرتها لمنع تنامي قوى المقاومة.

ويضيف الأعور في حديث لصحيفة "فلسطين" أن ما شاهدناه فجر أمس من استهداف الاحتلال مدينة جنين ومنطقة بيت عنان شمال غربي مدينة القدس، محاولة إسرائيلية لوأد المقاومة وتفريق جمعها ومنع وحدتها وتمددها لمناطق يصعب السيطرة عليها.

وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف بالدرجة الأولى مدينتي القدس وجنين بسبب ردهما الدائم على جرائمه، لمنع انطلاق شرارة انتفاضة شعبية جديدة، لكونهما باتتا تشكلان نموذجًا مزعجًا له، مردفا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعمل بشتى السبل لقتل الشباب الفلسطيني، لتتمكن من توسيع الاستيطان وبناء الكنس والمستوطنات الجديدة وتحويل الصراع السياسي إلى ديني.

وأوضح أن الحملة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس تأتي للنيل من إرادة الشعب الفلسطيني، ومحاولة لتعويض الضربة القوية والكبيرة التي تلقتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أسرى سجن "جلبوع" بعد انتزاع حريتهم عبر نفق حفروه أسفل أسواره.

ويرى أن جرائم الاحتلال خطة استراتيجية وضعتها حكومة "بينيت- لبيد" لإضعاف حركة حماس وتقوية السلطة، مقابل حصول الأخيرة على امتيازات إسرائيلية.

ويدعو الأعور إلى عقد برنامج سياسي جديد، والعودة إلى إجراء انتخابات شاملة تزيد من وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وتجنب إجراء انتخابات قروية جزئية من شأنها تشتيت وإضعاف الشعب الفلسطيني ووحدته.

"سيف القدس"

ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور: إن الاحتلال سلط الضوء على مدينتي القدس وجنين بعد تمكن أسرى جلبوع من انتزاع حريتهم، لكونهما معقل المقاومين.

ويوضح منصور لـ"فلسطين" أن معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في غزة خلال مايو/ أيار الماضي دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى، تركت أثرًا عميقًا في نفوس الشباب الفلسطيني الذين أخذوا على عاتقهم التصدي لقوات الاحتلال وإفشال مخططاته، في ظل محاولاته سلب مزيد من الأراضي الفلسطينية واغتيال المقاومين أو اعتقالهم، وتفريغ الضفة الغربية من أي عمل مقاوم.

ولفت إلى أن أي اجتياح لمدينة جنين يواجه باشتباكات مسلحة بين المقاومين وجيش الاحتلال، فارتفاع الروح القتالية لدى المقاتلين يخلق أزمة كبيرة للاحتلال، فتلجأ مؤسسته الأمنية لتنفيذ جرائم اغتيال واجتياح للقضاء على المقاومة.

ويؤكد أن الاحتلال بات يخشى تنامي قوى المقاومة في جنين والقدس، وتصاعدها وانتقالها لمختلف محافظات الضفة الغربية، فيذهب لتنفيذ اقتحامات يومية للمدن والمخيمات الفلسطينية للحيلولة دون ذلك.

ويكمل: مهما حاول الاحتلال استهداف الأجيال الشابة من المقاومين ومطاردي المخيم، يبرز شباب أقوى وأشرس من سابقهم ليتصدوا له ولجرائمه.