فلسطين أون لاين

خبير يقدم بعض النصائح

"ذكاء الشارع".. حصيلة تجارب مهارات حياتية متنوعة

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

كثيرًا ما تحتاج إلى فهم عواطفك وعواطف الأشخاص المحيطين بك، فقد تسير في الشارع ويحدث معك موقف لم يكن في حسبانك، فأنت لا تعلم من أين ستخرج لك السيارة القادمة، وما نفسية الشاب الذي يسير بقربك، وثقافة المنطقة الجديدة التي تسير بها أو الدولة التي تذهب إليها، وأشياء عديدة تندرج تحت مصطلح "ذكاء الشارع" كي تكون على دراية بكيفية التحكم بعواطفك والتأقلم مع مواقفك الطارئة التي قد تحدث وتفاجئك.

وأنت تسير في الطريق قد يضع سائق السيارة يده بشكل متواصل على "الزامور" ليطلب منك قطع الطريق بسرعة، لو عطلت سيرك ووقفت أمامه فأنت قد تفتعل مشكلة، ولكنك لو واصلت المسير فإنه سيواصل المسير أيضًا، ومن الذكاء ألَّا تظهر نقودك أمام الآخرين، لأنك ربما ستكون وجبة دسمة لسارق ماهر قد يبتكر طريقة لسحب محفظتك دون أن تشعر.

مرونة وتنازلات

ومن الذكاء، حسب الخبير في المهارات الحياتية أحمد الوكيل أن تسأل وتتمهل بكل خطوة تخطوها قبل أن تقدم على شيء، وأن يكون لديك مرونة وتقدم تنازلات بطرق معينة حتى تصل إلى ما تريد.

ويفترض الوكيل في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنك تسافر لدولة أو ذهبت لمنطقة جديدة، ولديك طريقة وثقافة معينة تختلف عن ثقافتهم، فهنا إما ستمشي على طريقتك وتواجهك بعض العقبات والمشكلات، وإما أن تكون مرنًا وتدرس ثقافة تلك الدولة وتأخذ ما يفيدك ويسهل مهمتك أو رحلتك.

و"ذكاء الشارع" ليست مادة يتم تعلمها في المدرسة، وليس له قوانين، وإنما هي حصيلة تجارب تمر تكوِّن لديك أفكارًا وخبرة تجعلك سريع البديهة أو تمتلك "حاسة سادسة" كما يسميها الوكيل الذي يقول: "تستطيع أن تبني رؤية أولية حول الشخص الذي ستركب معه، المحال التجاري الأنسب إليك، طريقة التعامل مع الناس حسب اختلاف أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية ومستواهم الفكري والثقافي".

في داخل قطاع غزة تختلف طريقة حديث الآخرين من منطقة لأخرى، وتختلف اللهجة في وصف بعض الكلمات والمصطلحات بين تلك المناطق، الوكيل ينصحك، بأن "تسأل أو تقرأ عن ثقافة أي منطقة قبل الذهاب إليها، أو على الأقل امتلاك بعض المعلومات عن أهلها بما يوفر عليك جهدًا ويجنبك بعض المشكلات".

ويجعل البعض حياته كتابًا مفتوحًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يخبر أصدقاءه عن تحركاته كلها، وهذا ما يجعل طريقة إيذائك أمرًا سهلًا لمن يرد ذلك، والأفضل حسب المختص ذاته، الاحتفاظ بخصوصيتك لنفسك، وليس شرطًا أن تنشر ماذا أكلت، وماذا فعلت اليوم، ووجهتك المقبلة، إلخ.

لكن أكثر ما ينصحك به الوكيل، هو ألَّا تتعامل مع كل الناس بـ"طيبة قلب"، وإن كنت تشكو من أمرٍ معين في حياتك أو تعرضت لموقف أساء أحدهم إليك فيه، ألَّا تسيء لكل الناس كما جرى معك، ولا تشكك بكل الناس بل أن تكون حريصًا وحذرًا.

مهارات التعامل

وحتى لا تكون فريسة الأخطاء في الشارع، يهمس الوكيل في أذنك ببعض مهارات التعامل: "عندما تريد شراء بعض المنتجات خذ فكرة على الأسعار من المحالات المجاورة قبل قرار الشراء، وهنا ستوفر مبلغًا ماليًّا كنت ستفقده للتو، وكذلك الوقت والجهد، الانتباه الجيد لأي شيء للبائع، للمنتج ولكل التفاصيل التي تحيط بك، تجنب الحديث كثيرًا والتحديق بالهاتف في الطريق".

ما دمت تمتلك معلومات كافية عن المكان الذي تذهب إليه، فإنك، تبعًا لكلام الوكيل، فإنك ستكون حذرًا دومًا ولديك خبرة كافية للتعامل مع أي أحداث طارئة أو مفاجئة.

من خلاصة تجربة الوكيل، فإن ثقافة "المحترم القوي" هي الأسلم في التعامل مع الأمور التي تواجهك في الحياة، بأن تفرض احترامك على الآخرين، وأن تضع حدودًا للأشياء للحديث وللمزاح، لا أن تكون ذلك المسكين الذي يستغله الآخرون.

في الشارع، تواجه بعض الفتيات مسألة التحرش وقد يصدر ذلك من عابر طريق أو من بعض السائقين، يتوقف هنا الوكيل قائلًا: "المشكلة في بعض الفتيات أنهن ينتبهن لشكل السيارة، دون الانتباه لملامح سائقها، فقد تدل النظرة الأولية وتعطي إشارات عليه".

ويضيف ثانيًا: "بعضهن يفضلن الصمت إن تعرضت للتحرش، والأفضل النزول من السيارة عند الحدث وعدم الصمت، والتقاط صورة للوحة تسجيل المركبة والأفضل التقاطها قبل الركوب بالسيارة".

المصدر / فلسطين أون لاين