فلسطين أون لاين

"هبة" تقتحم عالم المطاعم بـ"ليلاس" لتثبت أن المرأة تستطيع

...
غزة/ مريم الشوبكي:

بدأ الأمر مزحة بينها وبين صديقاتها، ثم تحول إلى واقع قادها لافتتاح مطعم خاص، فغامرت وخاطرت ولكنها وضعت هدف النجاح والوصول بمشروعها إلى بر الأمان، مرتكزة على أرض صلبة من البحث واستشارة أصحاب الاختصاص.

"ليلاس" المشروع الأكبر لهبة القدرة (22 عاما)، التي آمنت بأن المرأة تستطيع أن تجاري الرجال في خوض غمار ريادة الأعمال، فكان الشيف الرئيس للمطعم سيدة أيضًا.

تقول هبة لـ"فلسطين": "فكرة المطعم أحد طموحاتي التي سعيت إليها، بدأت بمزحة بين الصديقات، ثم تحولت لحقيقة الآن، كنت أذهب للمطاعم وأجد الكثير من الحيوية داخلها، فأردت افتتاح مطعمي الخاص مع شركائي في الوقت الحالي".

بضآلة خبرتها جازفت نحو تحقيق حلمها، ولكن ثقتها بنفسها جعلتها تصر على الإقدام نحو تنفيذه، فبدأت بالبحث عبر الإنترنت، وذهبت جولات لمديري المطاعم للتعرف إلى آلية عملهم وإدارتهم لتستفيد من خبراتهم العملية والواقعية، ونجحت في اجتياز تلك المخاوف.

تتابع: "بالطبع فكرت كثيراً قبل افتتاح المطعم، ونظرت للوضع الاقتصادي، لذلك قررت أن أختار المكان المناسب لوضع مشروعي في مكان صحيح يؤهله للنجاح، وراعيت السوق بوضع أسعار مناسبة للجميع".

هل تخاف هبة الفشل؟ تجيب: "سأكون غير صادقة إن قلت إني لا أخشى الفشل، فالاستهانة بأي مشروع أولى خطوات الفشل، لذلك أعددت دراسة جدوى واسعة لتحديد المشروع وأهدافه وجدواه الاقتصادية وفرص نجاحه بالشكل الصحيح"، مشيرة إلى أن احتمالية نجاحي في دراسة الجدوى ظهرت بنسبة قليلة بسبب اختياري المعايير الصحيحة للمطعم من موقع وطاقم عمل وإدارة صحيحة.

وتردف: "عوامل الفشل نستطيع التغلب عليها من خلال مواجهتها وإيجاد حلول مسبقة لها".

واختارت هبة مسقط رأسها خان يونس ليكون موقعا لمطعمها "ليلاس"، مشيرة إلى أن المدينة "حيوية جدًا، وأصبحت تنافس غزة في مشاريعها، خاصة أن سكانـها يحبون أجواء المطاعم والرفاهية".

والمطعم يغلب عليه الطابع النسائي، ولكنه غير مخصص لنساء، فهو يقع في بناية من ثلاث طبقات، خصصت الأولى للمطبخ وشاشة العرض المخصصة للمباريات وأفلام الأطفال وورشات العمل، والثانية للعائلات، والثالثة للشباب.

والبعض يرى أن الطهاة الرجال أقدر على العمل لساعات طويلة في المطعم، ولكن هبة لم تتسق مع هذا الرأي واختارت أن يقود المطبخ لديها طاهية، فهي تؤمن جيدا بأن المرأة قادرة، وأرادت إثبات ذلك الأمر من خلال تجربة عملية وواقعية.

وتلفت هبة إلى أن ليلاس ليس المشروع الأول لها، فهي شريكة في متجر "اللافندر" الخاص بالفتيات.

أما عن الصعوبات التي واجهتها، فتؤكد أن محدودية الخبرة في مجال إدارة المطاعم مثلت عقبة حقيقية استطاعت تجاوزها بالاستفادة من خبرة أصحاب المجال، وكذلك باختيار طاقم عمل يتمتع بكفاءة وخبرة عاليتين في مجاله.

وعن دور العائلة في دعم هبة، تبين أن المخاوف كانت لديهم كبيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولكن إصرارها دفعهم إلى مساندتها.

وعلى الرغم من أن المطعم قد افتتح حديثا فإن الإقبال عليه كبير خالف توقعات هبة التي كان ترصد ردود فعل الناس على الخدمات في داخل المطعم سواء من جانب جودة الطعام أو خدمات الضيافة، وفق قولها.

وتطمح هبة إلى الوصول للعالمية، وأن تكون امرأة فلسطينية ذات نموذج وطني تمثل بلادها بصفتها سيدة أعمال ناجحة، وافتتاح الكثير من المشاريع والأعمال التي قد تحسن من الوضع الاقتصادي في قطاع غزة.