فتحت تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي الباب واسعًا أمام دور أجهزة أمن السلطة في مساعدة جيش الاحتلال على الوصول إلى المحررين الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع".
وقبل اعتقال جيش الاحتلال لاثنين من المحررين مساء الجمعة، أكد وزير الجيش بيني غانتس، وجود تعاون وثيق بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية في عمليات البحث عن الأسرى الستة.
وذكر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومسؤول لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني لقناة "كان" العبرية: شُكِّلت غرفة مشتركة لمتابعة حادثة هرب الأسرى من سجن "جلبوع".
وعدَّ المحلل السياسي صلاح حميدة، إعادة قوات الاحتلال اعتقال أربعة أسرى انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع" دليلًا على وجود معلومات أمنية عن مكان وجود الأسرى.
وربط حميدة في حديثه لصحيفة "فلسطين" بين تصريحات بعض قيادات السلطة ووزير الجيش غانتس، مشددًا على أن ذلك يثبت وجود تعاون وثيق بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسلطة في عمليات البحث عن الأسرى الستة.
وقال: إن عدم تنفيذ السلطة دعوات الكل الفلسطيني إلى التحلل من اتفاق (أوسلو) ووقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال يضعها موضع الشك في تقديم معلومات للاحتلال حول الأسرى.
وأكد حميدة أن السلطة مطالبة بالكف عن التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال والتزام تنفيذ مخرجات لقاءات المجلسين الوطني والمركزي واجتماع الأمناء العامين للفصائل في بيروت بوقف كل أشكال العلاقة مع الاحتلال بما فيها التنسيق الأمني.
معلومات مجانية
ولم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن تكون السلطة في رام الله هي من قدمت المعلومات اللازمة للاحتلال عن مكان وجود الأسرى المعاد اعتقالهم.
وقال عبدو لصحيفة "فلسطين": إن التجارب والأحداث السابقة أثبتت تزويد السلطة بالمعلومات اللازمة لجيش الاحتلال والوصول لمقاومي ومنفذي عمليات فدائية.
وأضاف: حتى اللحظة لم تتوفر المعلومات الكافية حول اعتقال الأسرى الأربعة، وكيفية الوصول إليهم، باستثناء ما نشر عبر وسائل الإعلام والروايات المتضاربة.
وذكر أنه في حال ثبت تورط السلطة في الوصول إلى الأسرى وإعادة اعتقالهم فسيكون ذلك "أمرًا مشينًا" للسلطة الفاقدة لدورها ووظيفتها الوطنية.
وتابع: "لا وجود للسلطة دون التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهم يعلمون ذلك، فحياتهم مرتبطة بهذا التنسيق وفي حال توقف فستفقد السلطة وظيفتها ولم يعد لها وجود".
وأشار عبدو إلى وجود شخصيات في السلطة معنية بمواصلة التنسيق والتعاون مع الاحتلال؛ من أجل تحقيق مكاسب شخصية، منتقدًا في الوقت ذاته، تصريحات بعض الشخصيات التي أكدت مواصلة التنسيق الأمني في عمليات البحث عن الأسرى الستة.
وشدد عبدو على ضرورة التوحد خلف قضايا الأسرى.