أنتم إخوتنا وأولادنا، وجيراننا، ونحن نحبكم، ونقدر الظروف الصعبة التي تمر عليكم، ولا سيما في هذه الأيام العصيبة على الأمن الإسرائيلي، وهم يتخبطون من فشل في مواجهة انتفاضة أبطال الضفة الغربية، وفشل مواجهة صلابة وصمود أهلنا في القدس والمسجد الأقصى، وفشل مواجهة رجال معركة سيف القدس، وأخيراً فشلهم في دخول مدينة جنين ومخيمها، وفشلهم الأكبر في الحيلولة دون تحرر ستة أبطال من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أيها الجنود، يا ضباط الأجهزة الأمنية..
أنتم أهلنا، وعنوان وطنيتنا الرافضة أن نمد أيدينا لنصافح اليد الملطخة بدم إخوتنا على أرض فلسطين، فقد بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط أكثر من 500 شهيد، وهذا عدد كبير من الأطفال والنساء والشباب الذين أطلق عدوكم النار عليهم بدم بارد، وهذا العدد ضعف عدد شهداء قطاع غزة في معركة سيف القدس، وفي ذلك دلالة على أن التنسيق والتعاون الأمني لم يحفظا دماء الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهذا هو صلب رسالتي إليكم، وهذا هو منطلق ندائي الوطني إليكم، ولآبائكم، وأمهاتكم، وزوجاتكم، وأولادكم، وإخوانكم، وتذكروا أن اليد الفلسطينية الطاهرة النظيفة ترفض أن تمتد بالمصافحة والتعاون الأمني لليد الصهيونية الملطخة بدم إخوانكم العرب والفلسطينيين.
إخوتنا وأولادنا جنود وضباط الأجهزة الأمنية..
نتفهم واقعكم، ونعرف أنكم ارتضيتم العمل ضمن الأجهزة الأمنية بحكم الظروف المعيشية، وحاجتكم المادية، وعدم وجود بدائل لديكم، وهذا حقكم الإنساني والحياتي، ولكن إياكم يا إخوتنا والسير على طريق التعاون الأمني، وتقديم المعلومات للعدو الإسرائيلي عن الأسرى الذين انتزعوا حريتهم من السجون الإسرائيلية، إياكم وتقديم أي معلومة صغيرة لقادتكم، أو لمسؤوليكم، فالكثير منهم مرتبط مباشرة مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والاجتماعات واللقاءات والاتصالات بينهم لا تنقطع لحظة!
إخوتنا وأحبتنا جنود وضباط الأجهزة الأمنية..
قد تطلب منكم قياداتكم مضاعفة جهدكم الأمني في هذه الأيام العصيبة على الاحتلال، وقد يقولون لكم: إن مصلحة الوطن تفرض عليكم جمع المعلومات عن الأسرى الذين انتزعوا حريتهم من سجن بيسان "جلبوع"، وقد يقولون: إن جمع المعلومات عن المحررين لمصلحتهم، وإن معرفة مكانهم ستضمن سلامتهم، وإن وجودهم تحت عين الأجهزة الأمنية خير ضامن لعدم تعرضهم للتصفية والقتل من جيش الاحتلال الإسرائيلي، هكذا سيقولون لكم، وسيقولون لكم: إن بقاءهم أحراراً في الضفة الغربية سيصعب على الناس حياتهم، وسيجلب العقاب الجماعي، وستزداد الحواجز الأمنية على الطرقات، وسيداهم جيش الاحتلال الإسرائيلي المدن الفلسطينية، وسيعتقل المئات للتحقيق، وسيقولون لكم: إن سلامة المحررين تقتضي وجودهم تحت حماية السلطة، وعليه فإن واجبكم العمل المتواصل لتقديم أي معلومة لها علاقة بالمحررين، وهذا هو العمل الوطني، وهذا هو الانتماء لفلسطين.
يا أولادنا، يا إخوتنا، يا أحبتنا، لا تصدقوا ما يقولون لكم، إنها الخديعة الوطنية، والأكذوبة السياسية، فلا تثقوا بما يقولون، فلا علاقة بين الوطنية والتعاون الأمني مع الاحتلال، ولا حرية لمن يبيع نفسه وأرضه للاحتلال، ولا كرامة لمن يتعاون أمنياً مع الاحتلال، فاحذروا أن تكونوا الأحذية التي يخوض بها المتعاونون أمنياً وحل الطريق، فالأيام فاضحة المستور، فلا تعرضوا أنفسكم للمساءلة في يوم الانتصار، ولا تقعوا تحت طائلة التحقيق ذات فجرٍ قريب، حين تزحف مدينة جنين وطوباس وسلفيت ونابلس ودورا وبيت لحم وحلحول ورام الله على مقرات وقواعد المتعاونين أمنياً مع الاحتلال، وتذكروا أن الشعوب قد تسكت، وقد تنتظر، وقد تحتمل العذاب والمهانة، ولكنها حين تنفجر فإنها بركان الغضب، ونار اللهب، فاحذروا يا إخوتنا الجنود والضباط العاملين ضمن الأجهزة الأمنية، احذروا أن تكونوا الوقود الذي يحترق لتدفئة المرتجفين من صقيع التعاون الأمني، وتذكروا أن لكم أهلاً وإخوةً وجيراناً يحبونكم، ويتوقعون منكم أن تحافظوا على راتبكم الشهري، شرط ألا تفرّطوا بوطنكم، وألا تقدموا أي معلومة ـ ولو كانت صغيرة جداً ـ فهؤلاء الأسرى الستة، حين انتزعوا حريتهم، انتزعوا الخيبة والإحباط في قلوب الكثيرين، ورفعوا رأس الشعب الفلسطيني عالياً، وخذلوا المطبعين، وهم يطعنون عدوكم في مقتل، إنهم مفخرة آبائكم وأمهاتكم وأولادكم وزوجاتكم، فكونوا لهم السند، وكونوا كما نتوقع منكم أن تكونوا، لا كما يتوقع منكم عدوكم، فأنتم نبض كرامة شعبكم، وشعبكم هو خيمتكم.