أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدران جابر، أن شعبنا الفلسطيني أحوج ما يكون حاليًّا لقيام السلطة الفلسطينية بشطب مرحلة "أوسلو" من التاريخ، والبدء في منهاج جديد يدفع بالمقاومة الشعبية الفلسطينية للأمام.
وقال جابر لصحفية "فلسطين": "إن الاحتلال الإسرائيلي لم يعطِ شعبنا أي شبر من الأرض طوال عقود التفاوض الثلاثة بل عمق استيطانه وضاعف عدد المستوطنين والمساحات المصادرة من الأراضي ويهدد بمصادرة الأغوار ورؤوس التلال بالضفة الغربية، لا يعقل أن ننتظر نحن حتى الآن أن يتكرموا علينا عبر المفاوضات بتنازل هنا أو هناك".
إنجازات وهمية
وأضاف: "للأسف حصرنا دورنا في إنجازات وهمية كالجيل الرابع من التقنيات وقضايا ثانوية كالماء والكهرباء وبدلًا من تعزيز صمودنا على أرضنا ننظر في كيفية تعزيز علاقاتنا التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي، فيعيش قادة السلطة البذخ على أرضية ما يسمح به الاحتلال".
وشدد على ضرورة فتح أفق جديد للعمل الوطني ببرنامج وطني تجمع عليه الفصائل والقوى الوطنية وجماهير شعبنا يشمل تعزيز المقاومة الشعبية، وتصويب أوضاعنا بما يناسب متطلبات المرحلة الراهنة.
ولفت إلى ضرورة استمرار المقاومة الشعبية ورفض أي صيغة من صيغ تقبل الاحتلال على علاته، وأن يكون هناك دور كبير لكل الفصائل في دفع المقاومة الشعبية كأسلوب متفق عليه بين الجميع لتؤدي دورها في توضيح وتعبئة وتحشيد أبناء شعبنا ضد الاستيطان.
وتساءل جابر: "هل سنرضى بهذا الاحتلال على علاته أم سيتحول لواقع مرير ونصبح لاجئين في وطننا؟"، متابعًا:" الإجابات كانت واضحة بالرفض، فـ"بيتا" و"مسافر يطا" وغرب بيت لحم شكلت نماذج متقدمة في الدفاع عن الذات والأرض كجزء من خطة شعبية لم يكن متفقًا عليها، لكنها بشكل عام تدافع عن الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه وممتلكاته.
وبين أن الشعب الفلسطيني يقوم بواجبه في مقاومة الاحتلال بشكل جديد بتضافر جهود الناس في التجمعات والقرى والمدن للدفاع عن الأرض في ظل حالة العجز السياسي للسلطة الفلسطينية ووجود الانقسام وغياب الأفق السياسي.
وأكد جابر أن نهج المقاومة الشعبية نهج تجيزه كل الأعراف والمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة، خاصة أن الهجمة الاستيطانية واسعة وكبيرة وبرغم التضحيات الكبيرة لشعبنا من شهداء وإصابات لكن ذلك لم يثنِه عن المقاومة والاستمرار فيها لفترات طويلة كما يحدث في مسافر يطا التي تقاوم الاستيطان منذ 25 عامًا".
وقال: "حققت تلك المقاومة نجاحات في الخان الأحمر وبيتا من خلال الأمد الطويل لتلك المعارك، إذ إن تأجيل محاكم الاحتلال بقرارات متتالية أعمال البت في تملك الأراضي المستهدفة بالاستيطان يعني نجاح أبناء شعبنا في مواجهة سياسة "شبان التلال" المدعومة رسميًا من المستوى السياسي في (إسرائيل) وحدت من ابتلاعهم للأرض".
نهج وطني مقاوم
وشدد على أن النجاحات التي حققتها تلك المقاومة دفعت الناس لتعزيز هذا النهج والتمسك فيه ما يوجب على كل المؤسسات والقوى والفصائل أن تقدم لهم كل الدعم والإسناد، خاصة أن جرافات الاحتلال عاثت فسادًا في أراضيهم، وبات أغلبهم يعيشون حالات فقر مدقع وبعضهم متمسك بالعيش في مغارات الجبال للحفاظ على أرضهم.
وحمل القيادي في الجبهة الشعبية، قيادة السلطة في رام الله مسؤولية دعم هذه المقاومة لتثبيت نهج وطني مقاوم ومواكبة إبداع شعبنا بهذا التوجه النضالي الذي يرفض أي نوع من أنواع المساومة أو التفاوض مع الاحتلال.
وأضاف جابر: "أي قيادة ترغب في البقاء يجب أن تشارك في هذا النهج، فالجماهير جاهزة للمقاومة ولا بد للقيادة من تمكينها من جميع وسائل أنواع المقاومة".
وعد أن غياب الرايات الفصائلية في تلك الفعاليات هو "تعبير شعبي عن رفض الانقسام السياسي وأن الإجماع الشعبي للطبقات الرافضة للاحتلال يمكن أن يمهد لوحدة وطنية حقيقية".
وبين أن التعويل على الرأي العام الدولي المساند للمقاومة الشعبية لا يكفي، لكن تلك المقاومة وسيلة لتعريف العالم بجرائم الاحتلال على الأرض ويشكل مقومًا للتغيير في هذا الرأي العام وضرورة الالتفات لهذا الشعب الذي غاب منذ 1982م.
ولفت إلى أنه بدأ اليوم يتكون أنصار لشعبنا في كل أنحاء العالم بعد أن ثبت أن الصورة الحقيقية غير الصورة التي يروجها الإسرائيليون والإعلام الإمبريالي العالمي، مشددًا على ضرورة العمل على إنشاء بنية تحتية للمقاومة الشعبية وتسليط الضوء على النجاحات التي تحققها.
ورأى جابر أهمية دعم الإعلام الفلسطيني لهذه الثقافة المقاومة الرافضة للاستيطان لنقل شعبنا من حالة السلبية التي عاشها خلال 28 سنة من المفاوضات لحالة التصدي للاحتلال.